| حادث حول مسار «أسطى لحام» لمعاق.. «سامح»: عايز لقمة عيش أجيب منها علاج

«الحياة ليست عادلة، فلتعود نفسك على ذلك»، مقولة قالها بيل غيتس رجل الأعمال الشهير، تعنى أنه على الفرد قبول متقلبات الحياة التي ليس بالضرورة أن تكون في صفه، تماما مثلما حدث مع عم «سامح» الذي عاش حياته يعمل أسطى لحام، متميزا في مهنته «مفيش أخوه»، قبل أن يتعرض لحادث يقلب حياته رأسًا على عقب، ويحوله لصاحب إعاقة ذهنية وحركية.

سامح أمين محمود، رجل خمسيني ضاقت عليه الحياة، بعد أن أصبح جليس سريره قليل الحركة، أصابه الحادث بإعاقة ذهنية وإعاقة في قدمه التي احتاجت إلى 25 غرزة ليلتئم جرحها، ما جعل فرصة عمله مرة أخرى صعبة للغاية، ليضطر للجوء لقانون ذوي الإعاقة، وإيجاد فرصة عمل تليق بقدراته الجسدية.  

عقب فترة من الانتظار جاءته فرصة عمل «بطلوع الروح»، على حد وصفه لـ«»، تابعة لشركة استيراد كويتية داخل مول شهير، راتبه بها بدأ بـ690 جنيها، حتى وصل إلى ألف و68 جنيها بخلاف خصم التأمين الصحي والاجتماعي، «والنبي دول يكفوا إيه، علاجي اللي مش لاقي حقه، ولا شقتي اللي إيجارها 500 جنيه، ولا أكل وشرب وعيشة؟».

يعيش «الأسطى اللحام» في شقة واسعة، مليئة بالأكياس البلاستيكية، عديمة الأثاث، ليس بها سوى بوتاجاز يطهو عليه قوت يومه الذي يحن عليه به أهل الخير، وسرير يخلد فوقه للنوم هربًا من آلامه، أما عن ملابسه فيركنها جنبًا داخل تلك الأكياس، لعدم وجود دولاب يحرسها.

فبراير الماضي، قرر «سامح» الزواج، بعد أن شعر بالوحدة وصعب عليه خدمة نفسه، وارتبط بالسيدة سلوى نبيل محمد طه، والتي تعاني هي الأخرى من إعاقة حركية في يدها اليمنى، وتعمل لدى إحدى شركات المركبات، براتب ألف جنيه فقط، تضعها على أموال زوجها طمعا أن يمر شهرهما في سلام دون حاجة من أحد، ولكنها أحلام لا تتحقق، وتطير في الهواء مع حلول نصف الشهر تقريبًا، «دايما محتاجين ونفسيتنا تعبت من مد الإيد».

رقود الأسطى على السرير جاء بعد 3 عمليات أجراها في صدره لعلاج العصب السيمبساوي، داخل مستشفى الدمرداش، وعملية هواء وشفط دم في من الصدر، بمستشفى الصدر، ويحتاج لطعام صحي ورعاية ولكن يسير بنظرية «على قد لحافك» حسب حديثه، «بناكل رز أو مكرونة سادة، لو حد حنّ علينا بيجيبلنا عيش، محصلش مبجيبش عشان مقدرش أقف في طابور أصلا، ومنى عيني حتة كشك اصرف منه على علاجي وأعيش بيه أنا ومراتي».