بروح مقاتلة وعزيمة لا يملكها إلا الأبطال، استطاع شريف شعبان، الشاب صاحب الـ19 عاما، أن يستفيق من حادث مأساوي تعرض له منذ عام، أصيب خلاله بكسور وجروح بالغة، ليعود إلى منصة التتويج ببطولات كمال الأجسام، ويحقق لقبين في أسبوع واحد، بدعم والده البطل، ومثله الأعلى في الوقت ذاته.
حادث صعب تعرض له بطل كمال الأجسام
منذ عام بالتمام تعرض «شريف» المقيم في عزبة البرنس التابعة لمدينة بنها بمحافظة القليوبية، لحادث تصادم بسيارته الملاكي، دخل على أثره في رحلة علاجية طويلة، خاصة أنه تعرض لكسر «في عظام الكتف، ومضاعف في ذراعه اليمنى اضطر لتركيب مسمار نخاعي»، وفتح في الرأس بمقدار 6 غرز، وجرح مفتوح بأنفه، فضلا عن مياه على المخ، ما أفقده الذاكرة لفترة، وبقي في العناية المركزة لمدة تزيد عن الشهر، بحسب حديثه مع «»، مؤكدا: «كنت حاسس بكهربا في جسمي».
شماتات وإحباطات
قبل الحادث بعام، كان «شريف» متوجا بالمركز الأول في كمال الأجسام على مستوى القاهرة والجمهورية، وعمره 17 عاما فقط، ويستعد لبطولة ناشئي العالم، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، فتعرض لحادث ودخل في رحلة علاجية طويلة استمرت لعدة أشهر: «كانت أصعب فترة في حياتي»؛ إذ تعرض الشاب للعديد من الإحباطات والشماتات، حتى بعد بداية تماثلة للشفاء: «الناس كانت بتقول أنت لحقت تقوم»، ما جعله يلزم البيت لشهرين بعيدا عن أعين الآخرين.
حقق بطولتين في أسبوعين
استطاع «شريف» التغلب على ذاته، وبعد فترة من العلاج الطبيعي، والمتابعة مع الأطباء، عاد إلى صالة كمال الأجسام والتمرين: «الدكتور قالي تقدر بس من غير أوزان تقيلة»، خاصة أن المسمار كان ما زال في ذراعه، ما صعب عليه التأهيل والتمرين مجددًا، إلى أن استعاد تعافيه بشكل جيد في يونيو الماضي، ليعلم بعدها بالبطولة التي أقيمت في سبتمبر الماضي: «قولت لازم ألعبها علشان الشمتانين».
وبالفعل نجح صاحب الـ19 عاما في تحقيق المركز الأول على نطاق القاهرة، وأيضا على مستوى الجمهورية، في وزن 60 كيلو، وفي أسبوعين متتالين، ويرد على كل من أحبطه وشمت به عقب الحادث.
دور الأب في حياة «شريف»
ودائما في الأزمات ما يكون هناك داعم للإنسان، ولحسن حظ «شريف»، كان هذا الشخص والده، بطل كمال الأجسام ومثله الأعلى، الذي يشرف على تدريب نجله في «الجيم» الخاص بهم في بنها: «هو اللي حببني في اللعبة من صغري وبقيت عايز أكون زيه»، خاصة أن الأب حقق العديد من البطولات العالمية، آخرها ثالث عالم في بطولة إسبانيا المقامة هذه الأيام، ما يجعله القدوة الخاصة بابنه منذ صغره.
«شريف»: «مفيش مستحيل اتعب هتوصل»
ما مر به «شريف» جعله يستنبط عدة نتائج، ووجه حكمة إلى جميع الشبان المحبط، قائلا: «مفيش حاجة اسمها مستحيل»، خاصة أنه كان منذ عام لا يستطيع الحركة من على سريره، إلا أنه بالعزيمة حقق هدفه، ويستعد للمشاركة في بطولة ناشئين العالم المقبلة، موضحا أنه تخلى عن أشياء كثيرة وحرم نفسه من الخروجات وجلسة الأصدقاء والاستمتاع بوقت الفراغ للتركيز على هدفه الذي حققه: «لازم تتعب علشان توصل».