أفعال كثيرة يُثبت من خلالها أصحابها أنهم وبالرغم من صِغر سنهم، إلا أنهم قادرون على الوقوف وتحمل المسؤولية والمساعدة في الاعتناء بأسرهم، ومن بين هؤلاء «حازم» في العقد الثاني من عمره، والذي مع رؤيته لتعب أبيه، قرر ألا يتركه يتكبد عناء التكفل بالأسرة بمفرده وراح يسند معه يدًا إلى يد.
حازم مصطفى، 16 سنة، من أبناء قرية بشتيل بمركز إمبابة في محافظة الجيزة، يعمل سايس سيارات في أحد شوارع حي الدقي، تابعًا لمطعم هناك ليُنظم اصطفاف سيارات الزبائن على جانب الطريق أمام المطعم.
«حازم» يساعد في مصاريف أسرته
يحكي «حازم» في حديثه لـ«»، أنه يعمل منذ ما يقرب من 4 سنوات، كي يجني بعض المال يُساعد به في مصاريف أسرته مع أبيه الذي يعاني من مشاكل صحية تعيقه عن العمل أغلب أيام الأسبوع: «عندي أختين، آيه 17 سنة والتانية حبيبة صغيرة عندها 10 سنين»، هكذا قال «حازم»، وأن شقيقته «آيه» مخطوبة ويحاول المساهمة في تجهيزها.
ساعات طويلة يقضيها «حازم» متنقلًا بين السيارات باذلًا كل جهده لتسهيل عملية اصطفافها، ليجني من أصحابها في نهاية الأمر بعض الجنيهات: «المطعم بيديني 60 جنيه في اليوم»، بحسب «حازم»، وأنه من الممكن أن يمضي أحد أصحاب السيارات دون أن يُعطيه شيئًا، وأنه يأتي لعمله من الساعة 11 صباحًا وحتى الـ 8 أو الـ 9 مساءً.
تعب الأب وعدم قدرته على العمل
يروي «حازم» أن صحة والده لا تسمح له بالعمل كل يوم، ولذلك فهو يذهب للعمل يومي الخميس والجمعة فقط من كل أسبوع كفرد أمن، كما أنه لم يجد عملًا يتناسب مع ظروفه الصحية: «كان ممكن أبويا يشتغل سايس معايا بس أنا مرضاش أنه يقف الوقفة دي وهو راجل كبير»، لافتًا إلى أن والده يبلغ من العمر 47 عامًا.