على مدى حياته التي امتدت لما يقرب من 60 عاماً، عكف «محمد رشاد» على تربية أبنائه بإخلاص وتفاني في العمل مدرسًا بوزارة التربية والتعليم، ما ترك أثرًا عميقًا على أبنائه وزملائه، ليقرر نجله الأوسط حازم مفاجأته لحظة الاحتفال بتقاعده، وإلقاء قصيدة مؤثرة رصدتها الكاميرات وأثارت إعجاب عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
مفاجأة للوالد يوم تكريمه
يروي حازم تفاصيل المشهد من بدايته، إذ قال بأن والده أخبر الأسرة أنه على موعد مع التقاعد، لذا قرر زملاؤه الاحتفال به على طريقتهم الخاصة بالمدرسة وسط حضور طلابه، قائلًا: «فكرت في عمل مفاجأة تسعده وتواصلت مع زوجتي واتفقنا على إلقاء قصيدة تلخص شعوري بالامتنان له، كل ما كان يشغلني هو أن أدخل عليه فرحة وهو ما حدث بشكل عفوي ومفاجئ قبل أيام».
مضاعفة فرحة الأب يوم تقاعده
«وقفت خلف باب الغرفة التي شهدت تكريمه، ورأيت زملاءه يوجهون له رسائل عن الإخلاص والتفاني في العمل، لكن لم يكن هذا كافيًا».. بهذه الكلمات روى «حازم» تفاصيل المشهد لـ«» قائلًا: «أردت الحديث عنه كأب، كان ذلك سيضاعف فرحته ولم يكن لديه علم بمجيئي المكان وطلبت إجازة في هذا اليوم وفاجأته وجلست أمامه وألقيت القصيدة التي تأثر بها كثيرًا وتفاعل معها بدموعه».
والدي بطل حياتي
يرى حازم أن والده الذي يعمل مدرس بوزارة التربية والتعليم، هو بطل حياته والرجل الأكثر تأثيرًا في وجدانه ولا يمتلك سوى أن يرد له جزءًا صغيرًا من تعبه وإخلاصه في تربيته هو وأشقائه، وذلك ببضع كلمات قالها أمامه وبحضور زملائه ووسط طلابه، وفي يوم تقاعده بعد أن تخطى الـ60 من عمره، وجاء اليوم الذي يودع فيه مهنته.
يؤكد الابن أن أبيه الذي ظل يسعى إلى ما هو أفضل ويبحث دائمًا عن الأمل، وكأي أبٍ في الحياة يريد أن يرى أن يصل أبناؤه في مكانة مناسبة لجهده وإخلاصه في عمله وتربيتهم، وواصل: «أبويا دايمًا بيقول ولادنا هما ثمرة الحصاد.. استثمر في ولادك وعلمهم كويس عشان تحصد اللي زرعته، ورأيت دموع الفرحة تنهمر من عينيه عندما تخرجت من كلية هندسة البترول قبل سنوات، وكذلك لحظات تخرج إخوتي من كلياتهم.
علاقة وطيدة بين الأب وابنه
حازم ووالده تربطهما علاقة صداقة خارج إطار الأبوية، إذ يستشيره في كل صغيرة وكبيرة ويستفيد من خبراته ولا يرى في ذلك حرجًا: «لما بيحتاج استشارة بيستشيرني في أي مشكلة بتواجهه بيقعد يتكلم معايا، وأنا كذلك لجأت إليه عندما واجهتني العقبات والصعاب على الرغم من اكتسابي بعض الخبرات الحياتية التي بدأت بعملي السابق وكنت في بداية حياتي الجامعية».
تراجع عن السفر من أجلنا
لم ينس خريج الهندسة موقف والده معه عندما شاهد دموعه وكان طفلًا صغيرًا وقتها، إذ يؤكد الابن أن أبيه قضى 4 سنوات من عمره بإحدى الدول العربية، وتغرّب من أجل عمله حتى عاد فترة قصيرة، واستكمل عمله مدرسًا بإحدى مدارس مركز بسيون في الغربية، ليقرر السفر مرة أخرى لكنه تراجع عندما شاهد دموع الابن الأوسط وأشقائه وكان وقتها قد استعد للرحيل وانتهى من استخلاص جميع الإجراءات.