لاتزال الحرب العالمية الثانية حتى تلك اللحظة، تطالعنا بخبايا وأسرار وقصص مثيرة، لعل من أبرزها ما فعله الضابط الذي نفذ التعليمات التي تلقاها من القوات اليابانية في الحرب العالمية الثانية، إذ استمر بالقتال لمدة 30 عامًا بعد انتهاء الحرب.
ترجع الحكاية إلى عام 1944، عندما أمر أحد القائدين الضباط الجنود الذين تحت قيادته، بعدم الاستسلام والقتال حتى النهاية، من بينهم الملازم «هيرو اونودا»، والذي ظل تلك المدة الطويلة بعد انتهاء الحرب دون أن يعلم.
وبحسب ما جاء في موقع«ذا صن» البريطاني، فإن الضابط «أونودا»، كان في الفلبين وقت إعلان إنتهاء الحرب، رغم أن الطائرات أسقطت منشورات لتخبره بالنبأ، لكن لم يلتفت إليه مقررا تنفيذ الأوامر المطلوبة منها، وخلال الـ 30 عامًا، قام الضابط بشن حملات حربية في الفلبين رفقة جنوده.
نجاة الفريق ورحلة الـ 30 عامًا
واختفت القصة عن الأنظار منذ فترة، قبل أن تعود إلى أغسطس الجاري، وهي ذكرى استسلام اليابان في الحرب بعد إلقاء القنبلة النووية الشهيرة، على مدينتي «هيروشيما ونجازاكي»، وبالرغم من هول تلك الأحداث، فإنها كانت بعيدة عن «أونودا» ورفاقه، وقتها كان في جزيرة «لوبانج» الواقعة في غابات الفلبين، ولكن بعدها اقتحمت القوات الأمريكية الجزيرة في فبراير عام 1945، وقتلت كل اليابانيين الموجودين فيها والباقي استستلم، إلا «أونودا»، ضابط المخابرات، الذي كان متدربًا على النجاة، ونجح في الهروب مع فريقه إلى غابة عالية داخل الجزيرة.
علم الفريق خسارة بلادهم للحرب، ولكن ظنوا أن أوراق انتهاء الحرب التي سقطت من الطائرات، هي خدعة مزيفة خاف أن يقع فيها رفقة جنوده، ولكن في الحقيقة كانت غير مزيفة، وبالفعل الحرب كانت قد انتهت.
يتغذون على لحم الجنود
كانوا يعيشون حياة بدائية للغاية، يتناولون فاكهة الغابات والحيوانات الموجودة في الغابة، وأحيانًا يأكلون لحم الجنود المعادية، كل ذلك لمدة 30 عامًا، وهم لا يفهمون حقيقة انتهاء الحرب، وغابت عليهم الأحداث الكارثية التي حدثت لليابان.