| حالة نادرة لرجل يفقد الذاكرة كل 6 ساعات على طريقة فيلم «فاصل ونعود»

يعاني رجل بريطاني من حالة نادرة تشبه كثيرا حالة البطل في الفيلم الكوميدي «فاصل ونعود»، الذي أداه الفنان كريم عبد العزيز، بفقدان الذاكرة بشكل سريع جدا، حتى اضطر إلى أن يسجل كل التفاصيل بطريقة كتابية.

قبل 6 سنوات، تعرض رجل بريطاني يدعى «دانيال» إلى حادث مروري أدى إلى إلحاق أضرار بالغة في دماغه وجعله يفقد الذاكرة كل 6 ساعات، وفي الأسابيع والأشهر التي أعقبت الحادث، خضع لعلاج فيزيائي وخطاب مكثف لمساعدته على استعادة حياته القديمة، ولكن لم يتعاف حتى الآن.

على الرغم من أنه قادر على الاعتناء بنفسه، إلا أنه يستطيع فقط تذكر الأشياء بطريقة خطية، وإذا لم يقم بتدوين الأماكن التي زارها والأشخاص الذين التقى بهم، يختفون تمامًا من ذاكرته كل 6 ساعات، بحسب ما ذكر موقع «ladbible» البريطاني.

أثر الحادث أيضًا على علاقاته، مما أدى به إلى الانفصال عن حبيبته في ذلك الوقت والبقاء بعيدًا عن الأصدقاء الذي لم يعد يتذكرهم أو يشعر بالارتباط بهم، وحتى مع خطيبته كاتارينا، التي التقى بها بعد الحادث، صار كل يوم تقريبًا هو المرة الأولى التي يلتقي بها فيه، حيث لم يتمكن دانيال من مشاركة أي ذكريات عن علاقتهما.

فيلم وثائقي عن حالة دانيال

في فيلم وثائقي أُنتج عن حياة دانيال، صدر هذا الأسبوع، بعنوان «العيش بلا ذاكرة»، يتحدث عن الحادث قائلا: «هذا اليوم لم أمت فيه، ولهذا السبب نظرت إلى ذلك في ضوء إيجابي، كنت ذاهبًا لرؤية أختي، وأنا على الطريق السريع كان هناك ازدحام مروري، وجلست في سيارتي منتظرا، ثم جاءت سيارة ورائي، بداخلها عائلة شابة، ولم ير السائق الازدحام المروري على الإطلاق».

تفاصيل الإصابة كشفها دانيال: «اصطدم بي السائق بسرعة تزيد عن 80 ميلاً في الساعة، وتم إغلاق الطريق السريع بالكامل، ونتج كثير من الإصابات، لكنها لم تكن خطيرة للغاية، ونُقلت جواً إلى المستشفى، وعانيت من إصابة دماغية شديدة».

ويتابع دانيال: «الإصابات كانت خطيرة لدريجة جعلتني غير قادر الآن على نقل الذكريات قصيرة المدى إلى طويلة المدى، مما يعني أنه بين النوم والاستيقاظ، أنسى كل ما حدث في اليوم السابق، ومن أجل تذكر ما أحتاج إلى القيام به أو ما فعلته، أكتب قوائم عديدة وأحتفظ بمذكرات مفصلة بشكل لا يصدق لكل ما أفعله حتى أتمكن من الرجوع إليها في اليوم التالي».

على الرغم من قيوده، تمكن دانيال من المضي قدمًا في حياته، وخصص الكثير من وقته لمساعدة أشخاص آخرين يعانون من نفس الحالة، وخلق مجموعة لعشرات آخرين مثله، كما أنه يزور المدارس والشركات والمنظمات الأخرى للتحدث عن حالته.