أحد رواد الخط العربي، لُقّب بـ«شيخ الخطاطين»، برع في الرسم والكتابة منذ نعومة أظافره، وحفر اسمه من ذهب بقلب التاريخ، الذي شهد على مدار الـ75 عاما الماضية على موهبة خضير البورسعيدي، إذ أسس مدرسته الخاصة، وتخرج من تحت يديه كثير من الأساتذة والخطاطين الموهوبين من مختلف العربي، حتى خصّص ملتقى القاهرة الدولي السابع لفن الخط العربي، جائزة تحمل اسمه تذهب للأكثر موهبة ومهارة في هذا الفن الأصيل.
يقول صاحب الـ80 عاما، إن موهبته نشأت منذ كان عمره 5 سنوات، ولفت الانتباه بحُسن خطه وتلقائيته، ومشاركته في مقاومة قوات الاحتلال وكتابة اللافتات والشعارات على الحوائط وفي الميادين المناهضة للاستعمار: «أول يافطة عملتها وأنا في تانية ابتدائي وكان طولها 10 أمتار، وصاحب المحل ماكانش مصدق، وفضل محتفظ بيها لحد ما قابلته بعد 40 سنة».
خضير البورسعيدي يلمع بين الموهوبين من الخطاطين
اشتهر بين أهله في بورسعيد، وحين انتقل مع والدته إلى طنطا بسبب العدوان الثلاثي على مصر في 1956، التحق بمدرسة الخط هناك، وتطورت موهبته حتى افتتح محله الأول، وبدأ يكتب اليافطات ويستعين به مرشحو مجلس الشعب لكتابة لافتاتهم الدعائية، وذاع صيته آنذاك، وبدأ يتداول اسمه بين الموهوبين من الخطاطين.
اختير «خضير» ليكتب 3 أفلام للفنان إسماعيل ياسين ونجلاء فتحي وشكري سرحان، ودخل عالم الدراما بكتابة أشهر تترات المسلسلات، ومنها ليالي الحلمية والمال والبنون وغيرها، ومن المسرحيات مدرسة المشاغبين والعيال كبرت، وعدد من البرامج التليفزيونية وترك بصمته في كل مكان.
تسجيل مئات الحلقات لقنوات التلفزيون
يحكى «شيخ الخطاطين» أنه سجل ما يقرب من 300 حلقة للقناة الرابعة و300 للقنوات التعليمية، لتوريث علمه وخبرته في الخط العربي للأجيال المقبلة، مؤكدا أنه كان لكل لافتة مميزات تخصها وترتبط فكرتها بصاحبها مثل لافتة عيادة الطبيب كانت تتسم باللون الأبيض الذي يشبه بالطو الطبيب والخط الأسود لإبراز تفاصيلها، وتأتي عكسها لافتة المحامي التي تتبدل فيها ال: «بعد ظهور الكمبيوتر مابقتش تعرف تميز بين اللوحات، كلها بقت شكل بعض وفقدت جمالها».