| «حسام» من صاحب ورشة إلى ميكانيكي متنقل على تروسيكل: كلنا على باب الله

لم يستسلم يوما للظروف، سعى بكل ما أوتي من قوة لمواجهة أعباء الحياة بروح مقاتلة، فبعد أن فقد ورشة تصليح السيارات التي كان يمتلكها، ظل يكافح من أجل لقمة العيش من خلال ابتكار ورشة ميكانيكا لكنها متنقلة فى شوارع المحروسة.

يعمل حسام محمود صاحب الـ44 عاما، في مجال تصليح السيارات منذ أكثر من 20 عاما، إذ كان لديه ورشة ميكانيكا بمساكن شباب الخريجين بمدينة بور فؤاد، ولكنه واجه صعوبة في إجراءات الترخيص: «بعد حصولي على دبلوم صناعي، بدأت العمل فى مجال السيارات، ولكن مؤخرا اضطررت إلى بيع الورشة بعد تراكم الديون وعدم القدرة على استصدار ترخيص، مما دفعني إلى التفكير فى حلول بديلة».

حسام اشتهر بـ«ميكانيكي دليفري» في بورسعيد

بعد بيع الورشة لم يستطع حسام أن يضع يده على خده ويبكي على اللبن المسكوب، فهو متزوج ولديه 3 أولاد في مختلف المراحل التعليمية، لذا كان الحل هو البدء في مشروع الورشة المتنقلة، حتى صار لقبه في محافظة بورسعيد «الميكانيكي الديلفري».

اعتمد حسام في فكرته على «تروسيكل» اشتراه وصممه على هيئة ورشة، ووضع بداخله مجموعة من أدوات الميكانيكا وبعض قطع الغيار وعلق لافتة كتب عليها «أنا تحت الطلب لمن يريد إصلاح سيارته»: «في ناس كتير بتعطل على الطريق ومش عارفة توصل للورش بيتصل عليا وبروح لهم لحد عندهم».

حسام يحلم بمقر ثابت لورشة تصليح السيارات

يتقاضى «حسام» مقابلا ماديا بسيطا لإصلاح السيارات مقارنة بأصحاب الورش الأخرى الذين يملكون مقرا ثابتا، وهو لا يرى غضاضة في ذلك على الرغم من المجهود الضخم الذي يبذله: «رغم أنى بتحرك فى الشوارع طول الوقت أما فى الحر الشديد أو البرد الجامد، إلا إني مش هاقف أو أسكت وكل اللي بحلم بيه مكان أقدر أفتح فيه ورشة تاني تحميني وتخفف عني التعب».

ووجَّه «حسام» رسالة للشباب الذين ينتظرون أن تأتيهم فرص العمل إلى منازلهم: «لازم تعتمد على نفسك وتجتهد انزل واشتغل أي شغل.. الشغل مش عيب».