ورقة كبيرة الحجم نسبيًا، تعود لإحدى الطلاب بعد إتمامه دراسته الإبتدائية، كُتب في أعلاها «الحكومة المصرية الخديوية»، وأسفلها «نظارة المعارف العمومية» و«شهادة الدراسة الابتدائية»، وترجع الشهادة لأكثر من قرن من الزمان، في ورقة تحمل عبق الزمان والتاريخ، وتوثيق لتراث قديم لم يعد موجودًا.
الشهادة التاريخية عثر عليها حسام علوان، منتج سينيمائي وهاوي يجمع المتقنيات القديمة، وهي شهادة إتمام الدراسة الابتدائية، صادرة من الحكومة المصرية الخديوية سنة 1907، للطالب عبد القوي ابن الشيخ علي خليل، وهو من مواليد «قليب أبيار» مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية في سنة 1890.
وجدها «علوان» أثناء التجول بأسواق القاهرة
ووجد «علوان» الشهادة أثناء التجول بإحدى الأسواق في القاهرة، فكانت داخل صندوق وبين كومة من الأوراق مرصوصة فوق بعضها، يحكي لـ«»، «الورق اللي زي ده في أغلب الأوقات بيتباع في الأسواق على بعضه، بيبقى محطوط في كيس أو كرتونة فببص فيه وأخد منه بالبركة».
الورقة حافظت على حالتها رغم مرور أكثر من قرن عليها
ووجد «علوان» الشهادة مُطبقة داخل الكرتونة، ولم تلفت انتباهه إلا بعد فتحها، وظلت الورقة رغم مرور عشرات السنين محافظة على حالتها الجيدة، دون تأثر بعوامل الزمن، ولم تمحى أي حرف منها، «أعتقد إن سبب إنها محافظة على حالتها نوع الورق اللي داخل فيه مادة مقوية تحافظ عليه».
وكتب بالشهادة توثيق لاجتياز الطالب امتحانات الشهادة الإبتدائية ونجاحه وانتقاله إلى المرحلة الجديدة: «تشهد نظارة المعارف العمومية، أن عبد القوي علي ابن الشيخ علي خليل، المولود في قليب أيبار مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية سنة 1890 ميلادي، مضى امتحان شهادة الدراسة الابتدائية في شهر يونية سنة 1907 ميلادي، وكان ترتيبه في جدول الامتحان بالقسم الأول ثلاثمائة وخمسة، بالنسبة لناجحي هذا القسم البالغ عددهم ستمائة واحد وستين، أما مجموع الناجحين في هذا الامتحان فألف وتسعمائة وأربعة وتسعون وترتيبه فيهم ثلاثمائة وخمسة».