موقف بطولي تبناه الشاب الثلاثيني حسن عبدالسلام، ابن محافظة المنصورة، والذي يعمل سائقا بحي الدقي محافظة الجيزة، إذ تفاجئ بوجود طفلة في العقد الأول من عمرها تبحث عن أهلها في الشارع ولا تعلم إلى أين تذهب، أثناء عودته من عمله أمس الأحد نحو الساعة السادسة مساءً، ما جعلته يترك كل شيء ويتفرغ لاصطحاب الطفلة والبحث عن أهلها، حتى تمكن أخيرًا من الوصول لهم وتسليمهم إياها.
«حسن» يصطحب الطفلة ويبحث عن أهلها
روى «حسن»، صاحب الـ36 عامًا، خلال حديثه لـ«»، أنه أثناء عودته من عمله مساء أمس، ومروره بين تقاطع شارعي عمان ومحي الدين أبو العز بحي الدقي محافظة الجيزة، تفاجئ بصديق له يقدم له طفلة تائهة ويطلب منه الاهتمام بها كونه مُضطرًا للذهاب إلى عمله: «لقيت واحد صاحبي بيديني الطفلة وبيقول لي لو حابب تعمل خير خد الطفلة دي وصلها لأهلها لأني عندي شغل ومش قادر أستنى معاها».
بدون تردد أخذ «حسن» الطفلة ولاعبها بحنان لطمأنتها بأنه لن يتركها حتى يسلمها لأهلها، كما أنه أشترى لها بعض العصائر والأطعمة الأخرى كي يهدأ من روعها، ومن ثم اصطحبها معه وراح يبحث عن أهلها: «أنا عندي بنات ومكانش ينفع أسيب طفلة زي كده في الشارع لوحدها».
حاول السائق الثلاثيني أن يتحدث مع الطفلة بهدوء أثناء بحثهم في الشارع ليتعرف على هويتها، حتى توصَّل إلى أنها تجعى ليلى منصور حسن، في السنة السابعة من عمرها، وأنها تعيش في قرية صفط اللبن، لذا بعد قضاء ساعتين من البحث المتواصل قرر الذهاب بها إلى قسم شرطة الدقي، كما نشر صورتها عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»؛ أملًا في أن يتعرف عليها أي من أفراد أسرتها.
فرحة كبيرة تغمر أهل الطفلة بعد العثور عليها
«بعد خروجنا من القسم الطفلة قالت أن جدها بعتها علشان تروح مع أخوها تشتري عيش بلدي، فخدتها أنا وواحد صاحبي في العربية وفضلنا نلف على أفران العيش ونسألهم لو كان في حد سألهم على طفلة تايهة»، بحسب «حسن»، إذ لم يمر وقت طويل حتى وجد مجموعة من الأفراد مجتمعين أمام أحد مخابز بيع العيش البلدي، يبحثون عن الطفلة، وأدرك أنهم جيرانها وأقربائها، لذا سرعان ما طمئنهم بأن الطفلة معه لكنه لن يسلمها إلا لوالديها: «لما جه أبوها وأمها وجدها شفت بطايقهم وأتأكدت أنهم فعلا أهلها، وقالوا لي أنهم بلغوا القسم أن بنتهم تايهة فكلمت القسم وأتأكدت أنهم أهلها فعلًا فسلمتها ليهم».
فرحة كبيرة سيطرت على أسرة الطفلة بعد العثور عليها، إذ قدموا العديد من عبارات الشكر والامتنان للشاب الثلاثيني على أمانته وما بذله من جهد كي يُعيد إليهم الطفلة، كما حاولوا التعبير عن مشاعرهم بتقديم المال له إلا أنه رفضه بشدة، مؤكدًا أنه لا ينتظر إلا الثواب من الله: «حتى الحاجة الساقعة رفضنا نشربها لأن ده تصرف من أجل الثواب من ربنا بس مش أكتر».