دراجة يستخدمها ذلك الشاب العشريني، فوقها صندوق من الفحم المشتعل وتشكيلة من أنواع القهوة السكر وبعض أدوات تحضير القهوة، ينتظر العشرات من المارة بمدرسة الأشرف في شارع المنيل؛ ليساهم في تحسين مزاجهم بكوب ساخن من القهوة مصحوب بصوت كوكب الشرق أم كلثوم الذي يصدح من سماعة صغيرة متصلة بالدراجة، ويكتمل ذلك المشهد بلافتات مكتوب عليها «الناس الطيبين رزق، تفائلوا بالخير تجدوه».
من تصميم الأزياء للعمل في المقاهي
«حسن» شاب في منتصف العقد الثالث بعد تخرجه من مدرسة مبارك كول في تخصص تصميم الأزياء، لم يتناسب معه مجال تصميم الأزياء، فتوجه للعمل بالمقاهي بسبب عشقه لتحضير القهوة «كنت عايز أشغل في مجال أنا بحبه»، وأصبحت الأمور تسير معه في حالة من الرضا والسعي لكسب المال لمساعدة أسرته، بحسب حديثه لـ«».
سارت الأجواء مع الشاب العشريني في نمط مستقيم، عمل شبه مستقر حيث كان يترك أحد المقاهي ويعمل بالأخر، حتى بداية عام 2020 وانتشار فيروس كورونا وتشديد الحكومة على غلق المقاهي وأماكن التجمعات، الأمر الذي حال بينه وبين مصدر رزقه ولم يتمكن من الحصول على فرصة عمل.
دراجة متنقلة لبيع القهوة
بعد تعثر «حسن» وعدم قدرته على شراء سيارة لبدء مشروعه في بيع القهوة، نصحته والدته التي نسب إليها الفضل في إنشاء هذا المشروع، باستخدام الدراجة لتكون هي بديل السيارة، بدأت في طرح بعض الأفكار التي تساعده في استخدام الدراجة وقيامه ببعض التعديلات التي تسمح له بوضع أدواته التي يستخدمها.
بعد انتهاء تخفيف الإجراءات الاحترازية وعودة السياحة، تمكن من الحصول على فرصة عمل بإحدى شركات السياحة، إذ يعمل صباحًا بالشركة، وبمشروعه الخاص ليلًا، إذ يعمل نحو 16 ساعة يوميًا، رغم التحديات التي يواجهها بالشارع وطلب بعض أصحاب العقارات والمحال عدم وقوفه أمام العقار، كل ذلك لم يمنعه من السعي في المشروع من أجل طلب الرزق.