| «حسين» راجل البيت بعمر 14 سنة.. يبيع «غزل البنات» ويصرف على دراسته

يمشي متجولا تارة ويجلس على الرصيف مريحًا قدميه تارة أخرى، يحمل على كتفيه عصا مربوط بها أكياس الحلوى «غزل البنات»، تراه بشوش الوجه، فصيح اللسان، إذا سمعته تحسبه رجلًا راشدًا يتكلم، ولكنه في الحقيقة طفل لم يكمل الـ14 عامًا، وبالرغم من صغر سنه إلا أنه يتحمل مسؤلية قد لا يقدر عليها الرجال، فحسين لا يستمتع بطفولته مثل كل الأطفال، بل يعمل ويكد ليعين والديه على مواجهة «مرارة العيش والإنفاق على دراسته».

«حسين» طالب في الصف الأول الإعدادي، والده أقعده المرض وكبر السن عن العمل، فعمره حوالي 67 سنة، أما أمه فلم تجلس وتنتظر الرزق إلى أن يأتي تحت قدميها، لكنها تعمل مع ابنها حسني، الشقيق الأكبر للصبي، صاحب الـ17 سنة، في جمع القمامة مقابل أجر زهيد.

المرارة تمنع والد «حسين» من العمل

حسين يحكي لـ«» عن مرض والده قائلاً: «أبويا عمل عملية في المرارة، ومش بيقدر يشتغل ولا يشيل حاجة تقيلة، أكتر حاجة يقدر يعملها أنه يتمشى يشتري حاجة، عشان كدا بطلع أنا وأخويا حسن الصغير نبيع غزل البنات ونساعد أبويا وأمي في مصاريف البيت والدراسة، بنروح المدرسة الصبح ونطلع بيع آخر النهار».

من شروق الشمس وحتى المساء تسعى الأسرة بالكامل وراء رزقها بلا كلل «أمي بتطلع مع أخويا حسني يخبطوا على البيوت ويلموا الزبالة على عربية، وأنا وأخويا حسن بنطلع كل يوم بعد المدرسة نشتريه جاهز في كياس وندور بيه في الشوارع لحد ما ربنا يكرمنا ونبيعه».

أحلام «حسين» وأخيه «حسن» البسيطة

أحلام بسيطة تراود الفتى حسين وأخاه حسن، فعلى الرغم من قسوة الحياة عليهما إلا أنهما لا يتمنيان سوى ماكينة صغيرة تساعدهما على كسب رزقهما من «غزل البنات»: «نفسنا نجيب ماكينة غزل البنات عشان نعمل أحنا، فبنحوش عشان نجيبها».