بملابس رثّة ووجه أنهكه التعب، مستندًا على إحدى السيارات الملاكي في ميدان المطرية بالقاهرة، ظهر الرجل الستيني حسين الأسيوطي مُمسكًا بأدوات المحارة التي امتهنها قبل نحو 38 عامًا بعدما فقد الأمل في العثور على وظيفة تُغطي قوت يومه، والتقطته عدسات كاميرا فاعلو الخير بهدف المساعدة.
38 عامًا في مهنة مبيض المحارة
حسين الأسيوطي، 60 عامًا، بالكاد يستطيع القراءة والكتابة، اتخذ من مبيض المحارة مهنة له قبل أعوام ولم يتخذ غيرها بديلًا، فهي مهنته التي ورثها عن والده وأعمامه، إذ يحكي الرجل الستيني لـ«»: «أنا بشتغل باليومية 3 أيام في الأسبوع ويبقى كويس أوي لو اشتغلناهم، ويادوب بدفع منهم إيجار والحمد لله ربنا مبيسيبش حد، ده بيرزق العصافير مش هيرزق البني آدم».
طرق خير سلكها «الأسيوطي» قبل أعوام يظنّ أنّه يجني ثمارها الآن بعد أن تسابق العديد في توفير فرصة عمل تليق به وتراعي ظروف سنه: «الخير اللي كنت بعمله زمان مع الناس بيتعمل معايا دلوقتي، وأنا عندي يقين في ربنا سبحانه وتعالى، والحمد لله ربنا بعت ونزلت شغل يومي بمساعدة أهل الخير».
حسين الأسيوطي لديه اثنين من الأبناء وزوجة مريضة
يمتلك الرجل الستيني من الأبناء اثنين متزوجين ولديهما أطفال، لم يرهما منذ زمن بعيد إلا بعض التواصل غير الدائم عن طريق الهاتف، والمساعدات المادية التي يتلقاها من خلال نقاط تحويل الأموال الفوري المتوافرة في الأكشاك: «كل واحد فيهم اتجوز وعايش حياته، مشوفتهمش بقالي زمن وبقوا أغراب عليا، لكن بيتصلوا بيا كل فترة ويقولوا ليا بعتنالك فلوس على رقمك روح خدها من الكشك».
ويعيش صاحب الـ60 عامًا مع زوجته التي أنهكها المرض، وبالكاد يستطيع أن يوّفر نفقة العلاج من قوت يومه أو بعض المساعدات التي تصله بين الحين والآخر، بحسب «حسين» الذي يقول بصوت يملؤه الرضا: «بجيب لزوجتي العلاج شهري والحمد لله ربنا بيقويني عليه، واللي بيبعته ربنا أنا راضي بيه».