ملامحه تحمل العزيمة والإصرار رغم التجاعيد التي خطها الزمن على وجهه، يداه بهما شقوقًا كثيرة وبعضًا من الطين الذي يستخدمه في عمله، لا يعرف للراحة طعمًا رغم عمره الذي تخطى الـ70 عامًا، ذلك هو حال «حسين» أشهر حداد في قنا، فهو يشكل الأدوات الزراعية والريفية ببراعة رافعًا شعار «صنع في مصر».
حسين محمد شكل، أحد أشهر الحدادين في قنا، قضى عمره في صهر الحديد بمنفاخ النار لصناعة أدوات زراعية معروفة ومتوارثة، كان يستخدمها المصريون القدماء في الزراعات وهو ما وضعته النقوش على جدران المعابد، ليواصل الرجل السبعيني مشيرة أجداده حتى الآن.
حداد في الأسواق الشعبية
لا يترك «حسين» سوقًا شعبية في محافظة قنا، إلا وله بداخله مكان معروف لدى كل من تردد عليه ذات يوم، إما ليصنع الأدوات الزراعية والريفية وغيرها بالطلب، من خلال تطويع الحديد والصلب عن طريق وضعه في نار فحم الكوك القوي، أو لبيع هذه الأدوات للمزارعين وربات الأسر.
الحداد الماهر في قنا
يحكي عم حسين، أو كما يلقبه الأهالي بالحداد الماهر، أن مواعيد عمله تبدأ منذ الصباح الباكر في الأسواق الشعبية، مثل «الوقف، القلمينا، الراشدة، مركز دشنا»، إذ ينصب العدة في مكان مخصص، حيث يتم بناء قمة صغيرة من الطين وتمرير ماسورتين بدايتهما قربة نفخ خاصة بإشعال فحم الكوك الذي يوضع فيه الحديد.
«عندي زباين كتير، والناس كلها عارفاني»، عندما تطأ قدمه إحدى الأسواق الشعبية، يلتف حوله المزارعون وربات المنازل، منهم من معه قطعة حديد صلبة يريد تشكيلها وتصنيعها، ومنهم من يشترى ما صنعه من أدوات في منزله بقرية المراشدة.
أدوات الزراعة في مصر
وعن الأدوات التي يصنعها «حسين»، فمن أبرزها، الفأس محراث البقر، مرابط المواشي الحديدية، غرس الحديد، القدوم والحلقة والشاقوف، مشيرًا إلى أنه رغم تقدمه في السن، لا زال يحرص على تنفيذ ما يطلبه العملاء بشكل متقن، موضحا أنه يتمنى في هذه الدنيا أن يعيش ما تبقى من حياته مستورًا من هذه المهنة ولا يمد يده لأحد، لافتًا إلى أنه تمكن من تربية أولاده الـ5 من عرق جبينه: «مش عايز غير الستر».