| «حظاظات وإنسيالات وسلاسل».. منتجات مصرية بالعلم الفلسطيني لدعم أهالي غزة

أحداث مؤسفة يشهدها قطاع غزة، على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر الماضي، على إثر تنفيذ عملية «طوفان الأقصى»، ليُقدم القطاع على مدار نحو 3 أشهر عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين، وكما هو معتاد تلقى القضية الفلسطينية اهتمامًا خاصًا وواسعًا في قلوب المصريين، الذين راحوا يدعمونها كلٌ بما استطاع، ومن بين سبل الدعم إغراق الأسواق بالمنتجات التي تحمل رموزًا داعمة للقضية وأشهرها العلم الفلسطيني.

دعم أهالي غزة بالـ«هاند ميد»

ولأن الشغل اليدوي يمتاز عن الصناعات الأخرى في كونه يحمل لمحة من روح صاحبه، فجاءت أعمال الـ«هاند ميد» على رأس المنتجات المنتشرة في الأسواق المصرية وداعمة للقضية الفلسطينية ولأهالي غزة في معاناتهم أمام عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومن بين عشرات يحرصون على تصميم منتجات «هاند ميد» تحمل رموزًا داعمة للقضية، كانت سلمى خالد، صاحبة الـ25 عامًا، والتي تصمم أعمالا يدوية من مادة الصلصال الحراري على شكل العلم الفلسطيني، مثل الحلق والميدالية.

 

بدأت «سلمى» التي تخرجت في كلية التربية الفنية بالزمالك، في تعلُّم الشغل اليدوي منذ طفولتها على أيدي والديها، اللذان حرصا أيضًا على توعيتها وشقيقتها الكبرى بالقضية الفلسطينية وما يدور في قطاع غزة منذ أكثر من 70 عامًا وحتى الآن، على أيدي قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ ما جعلها مع بداية شرارة الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، تُسِّخر وقتها لتصميم منتجات مساندة لأهالي غزة: «لما حصلت عملية طوفان الأقصى والحرب بدأت بعدها حسيت إني معنديش طاقة أشتغل، وبدأت أفكر إزاي أقدر أدعم أهالي غزة بالحاجة اللي أقدر عليها، وبعدها قررت أعمل منتجات هاند ميد».

 

إشادة بموقف المصريين ودعمهم لغزة

لاقت منتجات الفتاة العشرينية إشادة واسعة من زبائنها، ليس في مصر فقط، وإنما من داعمي القضية الفلسطينية في بلاد مختلفة حول العالم: «الحمد لله شغلي وصل برا مصر، وفي بنت فلسطينية عايشة في لبنان لما شافت شغلي ودعمي لأهالي غزة كلمتني وشكرتني جدًا وعبرت لي عن فرحتها بموقفي وموقف المصريين عمومًا»، وأنها تتمنى النصر لأهالي غزة وأن يعم الهدوء والسلام العالم أجمع.

كما حرص يوسف أيمن، ابن الـ20 عامًا، وصاحب ورشة لتصميم وبيع منتجات الـ«هاند ميد» بالقاهرة، على دعم القضية الفلسطينية، وجعلها قصة حية باقية في قلوب وعقول زبائنه على اختلاف أعمارهم وفئاتهم، من خلال تقديم منتجات تحمل رموزًا داعمة للقضية، وأبرزها العلم والشال الفلسطيني: «مع بداية الحرب بدأنا نعمل شغل هاند ميد مختلف بيدعم أهالي غزة، مثل الحظاظات والإنسيالات والسلاسل علشان الناس تفضل فاكرة القضية باستمرار».

استانلس وفضة وذهب

ولاقت منتجات «يوسف» إقبالًا كبيرًا من زبائنه الذين عَبروا عن فرحتهم بها ومساندتهم للقضية الفلسطينية.

ويحرص «يوسف» على أن تكون منتجاته من خامات الستانلس والفضة والذهب؛ لكونها هي الأفضل والأقدر على الاحتفاظ بملامحها وتفاصيلها ورونقها مع مرور الزمن، قائلا: «ربنا يعين أهالينا في غزة وينصرهم».

كما عَبَرت آية كمال، ابنة حي شبرا مصر بالقاهرة، وصاحبة الـ30 عامًا، عن فرحتها بمدى الوعي بالقضية الفلسطينية لدى الأجيال الجديدة والنشء من المصريين، والذي ظهر عليهم من خلال طلبهم أن تُصمم لهم أعمالًا يدوية من حظاظات وسلاسل تحمل رموزًا داعمة لأهالي غزة: «بشتغل في الهاند ميد من 3 سنين، ومن حوالي 8 شهور شاركت في جاليري بكلية طب عين شمس، واتفاجئت إن الطلاب عايزين منتجات داعمة للقضية الفلسطينية»، وأنها بعد ذلك بدأت في تصميم هذه المنتجات، وراحت تضاعف مجهودها منذ السابع من أكتوبر الماضي مع اندلاع الحرب في قطاع غزة.

مقاطعة المنتجات الأجنبية

«مقاطعة المنتجات الأجنبية كانت سبيلنا الأول في دعم أخواتنا في فلسطين، وبعد كده فكرت إني أدعم بحاجة تاني أقدر عليها من خلال شغلي حتى لو كانت بسيطة»، بحسب «آية» الحاصلة على ليسانس حقوق جامعة القاهرة عام 2016، مشيرة إلى أن عدد كبير من زبائنها يحرصون على شراء الحظاظة التي تحمل العلم الفلسطيني بجانب شراء أي منتج آخر.