سجينان، أحدهما رجل مصرفي محكوم عليه بالسجن المؤبد في ولاية شاوشانك لقتله زوجته وعشيقها، والآخر مهرب الممنوعات داخل ذلك السجن، يكونان معًا صداقة رائعة على مدار السنين، ويجدان السلوى والخلاص في صحبتهما والتي تهون عليهما سنوات سجنهما العصيبة، حتى يتمكنان من الأول من الهرب خارج حدود السجن بواسطة نفق من داخل غرفته، تلك كانت أحداث فيلم «الخلاص من شاوشانك» الذي تم إنتاجه عام 1994، وتبدو أحداثه مبالغ فيها بعض الشيء، ولكن تلك الفكرة تلاشت حينما حدث الأمر ذاته بالفعل في الواقع اليوم، داخل أحد السجون الإسرائيلية من أسرى فلسطينيين.
حكاية الفيلم الأمريكي أصبحت حقيقة، بعدما تمكن 6 أسرى فلسطينيين من الهروب عبر نفق من سجن جلبوع شديد الحراسة، وتفاعل الكثيرون مع هذا الحدث معبرين عن فخرهم بالأسرى الذين تمكنوا من الحصول على حريتهم، ودشن ناشطون هاشتاج نفق الحرية اليوم الاثنين، عبر موقع «تويتر»، وتداول رواد فلسطينيون وعرب هاشتاج «نفق الحرية» بشكل مكثف، فيما تذكر آخرون أحداث «شاوشانك» الذي استيط منه الأسرى الفلسطينيين فكرتهم للهرب.
6 أسرى فلسطنيين يهربون من نفق على طريقة «شاوشانك».. الفيلم أصبح حقيقة
قبل 27 عاما، وفي أحداث فيلم «شاوشانك»، تمكن تيم روبنز في دور «آندي دوفرين»، أن يتعامل بطريقة عادية داخل السجن برفقة صديقة مورجان فريمان، قبل أن يفاجىء المأمور بحفره لنفق بواسطة مطرقة صغيرة خبأها داخل كتاب، من الغرفة المخصصة له داخل محبسه، عن طريق أنبوب صرف صحي وصولا إلى الشارع، ليلتقط أنفاسه بحرية ويسافر بعيدًا عن البلاد، وكفعل «آندي»، فعل الأسرى الفلسطنيين الستة.
بواسطة ملعقة الطعام، تمكن الأسرى الستة من تنفيذ الخطة المعروفة في الفيلم، والتي لم يتوقعها قوات الاحتلال، كما كشف نادي الأسير الفلسطيني، الذي يمثل السجناء السابقين والحاليين، أن الهاربين تتراوح أعمارهم بين السادسة والعشرين والتاسعة والأربعين، ومن بينهم أربعة يقضون عقوبات بالسجن مدى الحياة
ومن ضمن الهاربين، زكريا الزبيدي، 46 عاما، المعتقل منذ عام 2019، وكان زبيدي قائدا في كتائب شهداء الأقصى، المرتبطة بحركة فتح، خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي وقعت منذ أكثر من 20 عاما، وفقا لنادي الأسير.