ساعات قليلة ويبدأ عام هجري جديد، إذ ينتشر جو من البهجة والفرح والتهنئات بمناسبة العام الجديد، ويحتفل الجميع بطريقهم الخاصة، معبرين عن فرحتهم باستقبال السنة الهجرية الجديدة، ومن أبرز هذه الطرق حفلات الإنشاد الديني في حب رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، وعلى الرغم من أنّ الإنشاد الديني فن متوارث منذ مئات السنين، إلا أنه في الوقت الحالي طرأت عليه تغيرات كثيرة ليواكب العصر الحديث ويجمع بين الماضي والحاضر.
الإنشاد الديني يواكب العصر الحديث
«الإنشاد الديني هو فن متأصل في المصريين سواء زمان أو حاليا، ومهما طرأ عليه من تغيرات وتطورات بنفضل ماشين على الأصل»، كلمات بدأ بها المنشد عمر أحمد، 25 عامًا، حديثه لـ«»، مشيرًا إلى أن الإنشاد الديني في هذه الفترة، يواكب العصر الحديث الذي يُعد في أولوية هذا الجيل.
تخرج عمر أحمد، فى كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وأثقل موهبته في الإنشاد الديني بانضمامه إلى مدرسة الشيخ محمود التهامي، نقيب المنشدين، ثم شق طريقه في الإنشاد، وكانت أول حفلة له في مدينة بنها بمحافظة القليويبة، وحققت نجاحًا كبيرًا شجعه على مواصلة الطريق، وساعده إلمامه بالتقنيات الحديثة على الوصول لشريحة كبيرة من الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي رغم عمله منفردًا، وعدم تكوينه لفرقة إنشاد.
أما عن التطورات التي طرأت على الإنشاد الديني هذا العصر، قال «عمر» إنّ هذا العصر جعل الشباب يستخدمون السبل الحديثه في ذلك النوع من الفن، مثل إضافة الموسيقى بأنواعها وأشكالها المختلفة: «الإنشاد الديني زمان كان بيعتمد على البطانة بمعنى مجموعة من المشايخ يرددوا وراء شيخ منهم، مثلًا زي نصر الدين طوبار أو النقشبندي».
مظاهر تطور الإنشاد الديني
الاستوديهات والكورال، والألحان، والآلات، جميعها تغيرات دفعت الإنشاد الديني إلى مواكبة العصر الحديث، فضلا عن دمج التراث القديم بالكلمات الجديدة: «حاليا بقينا بندمج الألحان القديمة زي بتاعة أم كلثوم وفيروز على كلمات للإنشاد الديني لأن دا تراثنا اللي دايمًا راسخ ولا يمكن يتنسي، وده بسبب التكنولوجيا».
لم يتوقف الإنشاد الديني عن التطور المستمر، خاصة أنه يعمل على دمج ثقافات مختلفة مثل الألحان الماليزية والإندونيسية: «الإنشاد الديني مش هيتوقف عن التطور والفترة الجاية هندمج ألحان بعض البلاد على كلمات الإنشاد الديني المصرية»، هكذا عبر «عمر»، مشيرًا إلى أن فئة الشباب هي الأكثر إقبالا على ذلك الفن خاصة في آخر 10 سنوات، وهذا لم يحدث من قبل.