ملاءة بيضاء تغطي القطب الجنوبي للكوكب، تعلو مدينة أنتاركتيكا الجليدية التي تبدو وكأنّها قطعة أرض واسعة ومسطحة، لكنها تبهر كل من رآها، حيث تحوي حقائق مذهلة عن القطب الجنوبي المكان الأكثر غموضا في العالم والجاذب للسياح، بحسب تقرير نشرته مجلة Nature Communications العلمية.
حقائق مذهلة عن القطب الجنوبي
تحت الجليد تكمن مناظر طبيعية مدهشة وغامضة مخفية عن الأنظار، منذ بدأت القارة في التجمد منذ أكثر من 34 مليون سنة، فعلى مدى العقود القليلة الماضية، بدأ العلماء رسم خريطة لهذا المكان تحت السطح، ساعين لاكتشاف الأخاديد والقمم والوديان غير المرئية التي تشكل القارة القطبية الجنوبية وسلوك الغطاء الجليدي في الماضي، حيث تغطي المنطقة نحو 32 ألف كيلومتر مربع وتقع على عمق نحو كيلومترين تحت الغطاء الجليدي في شرق القارة القطبية الجنوبية وهي من بين الحقائق المذهلة عن القطب الجنوبي المكان الأكثر غموضا في العالم.
اكتشاف حقائق مذهلة عن القطب الجنوبي
وبحسب المجلة، فإنّ العلماء استخدموا بيانات الأقمار الصناعية للتركيز على منطقة المرتفعات ورسم خريطة للتغيرات في الارتفاع على السطح وأسفله باستخدام التصوير بالرادار، وكشفت البيانات عن حقائق صادمة تتمثل في أنّ المنطقة تحتوي على 3 كتل مناظر طبيعية مميزة، يتراوح طولها بين 121 كيلومترًا إلى 173 كيلومترًا وبين الكتلتين يوجد واديين كبيرين وعميقين، واعتمادا على الأبحاث السابقة فمن المحتمل أن يكونا عبارة عن مضايق أو أحواض على شكل حرف V محفورة في الأرض بواسطة الأنهار الجليدية.
البروفيسور جيميسون وزملاؤه من فريق البحث، أشاروا إلى أنّ هذه المميزات ربما تكون نشأت عن شبكة نهر كانت موجودة خلال العصر الطباشيري، وهي فترة زمنية امتدت حتى 66 مليون سنة مضت عندما كانت الديناصورات لا تزال تجوب الأرض، ومع بدء تحول الكتل الأرضية، فمن المرجح أنّ الأنهار ظلت تتدفق حتى وقت بين 34 مليون إلى 14 مليون سنة مضت، عندما بدأت المنطقة تتجمد مع توسع الغطاء الجليدي القاري عبر المنطقة خلال تلك الفترة، دُفنت منطقة المرتفعات تدريجيا تحت كيلومترات من الجليد وتجمد المشهد الطبيعي مع مرور الوقت وظل دون تغيير إلى حد كبير منذ ذلك الحين.
الطبقة الجليدية والطبيعة تجذب السياح
الطبقة الجليدية في شرق القارة القطبية الجنوبية تحجز كمية هائلة من المياه العذبة على الكوكب، ومع ارتفاع درجة حرارة الكوكب بسبب تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان، فإنّ الغطاء الجليدي سيبدأ في التغيير، وهو ما يجذب السياح إليها، فالمناظر الطبيعية الموجودة أسفل الطبقة الجليدية لها أهمية بالغة؛ فهي تتحكم في كيفية تدفق الجليد وتحدد كيفية استجابته للذوبان أو الذوبان في المستقبل.
البروفيسور جيمسون قال إنّه إذا ذاب كل الجليد في شرق القارة القطبية الجنوبية، فإنّ مستوى سطح البحر قد يرتفع بنحو 53 مترا، ومثل هذا السيناريو المروع قد يستغرق بضع مئات من السنين حتى يتحقق، موضحا أنّ المنطقة تجذب ما يزيد على 50 ألف سائح سنويا، حيث يوصف المكان الأكثر غموضا في العالم بأنّه مكانا لعشاق المغامرات وتلقب بـ«رحلة العمر إلى آخر العالم».