مسجد قانيباي الرماح، الواقع في ميدان القلعة بالقاهرة، يرجع بناؤه إلى العصر المملوكي، حيث أُنْشِئ عام 908 هـ- 1503م، بأمر من «قانيباى السيفي» والذي عرف باسم «قاني باي الرماح»، وهو يعتبر أحد أمراء السلطان قايتباي، وقد تم بناؤه على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد.
حقائق مذهلة عن جامع قانيباي الرماح
الدكتور أحمد عامر الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، قال إن المسجد الأثري يحتوي على صحن مكشوف، محاط بأربعة إيوانات معقودة، كما نجد أنه مبني على شرف عالية، وله واجهتان إحداهما شرقية، وبها واجهة الإيوان الشرقي، والقبة والثانية قبلية، وبها واجهة القبة، والمدخل الرئيسي والمنارة، ونرى أن أسقف هذا المسجد بنيت جميعها من الحجر على هيئة قبوات مختلفة الأشكال، فنجد إيوان القبلة تغطيه قبة منبسطة من مداميك من الحجر الأبيض والأحمر على التعاقب.
عامر أوضح في تصريح لـ«»، أن المسجد يحتوي على كُتاب وقبة؛ وبالتالي أصبحت هذه المنشآت تمثل مجموعة سميت بمجموعة الأمير «قاني باي الرماح»، ونجد أنه يوجد خلف هذه المجموعة قصر بناه هذا الأمير لسكناه، ويعد من المساجد المعلقة، وقائماً على عقود مصلبة، تحملها أكتاف حجرية، مربعة تكون أسفل الإيوان الغربي، وللحجرات مزاغل بالواجهة القبلية، ويتم الوصول إلى باب المسجد ببضع درجات، توصل إلى باب مزين، أما في الركن الجنوبي الشرقي من الصحن، باب يؤدي إلى غرفة الشريح التي دفن فيها منشئ الجامع قانيباي، وتعلو الضريح قبة على سطحها الخارجي زخارف نباتية دقيقة منحوتة في الحجر، وهي قبة بارزة عن واجهة الجامع الشرقية.
محتويات جامع قانيباي الرماح
عامر أشار إلى أن المسجد يحتوي على مئذنة كبيرة ومحراب، وقبة على سطحها الخارجي زخارف نباتية دقيقة منحوتة، ويقع المحراب الرئيسي للجامع في الواجهة الجنوبية، وترتفع المئذنة على يسار الباب الرئيسي، وهي مبنية من الحجر، وتتألف من دورتين مربعتين، وفوق الدورة الثانية قاعدتان مربعتان يعلو كل منهما رأس وهي مئذنة ذات رأسين.
الخبير الأثري استطرد أن «قانيباي السيفي» كان في الأصل مملوكا جاء إلى مصر صغيرًا دون سن الحادية عشرة، وقد اشتراه رجل يدعى «ولي الدين» قبل أن يشتريه السلطان «قايتباي»، وبعدها أصبح موضع عنايته، حتى إنه أعتقه ومنحه المال والأسلحة والخيل، وعينه في عدد من الوظائف، ثم عُيِّن أميرًا لحلب، ثم رجع إلى مصر مجددا، وتزوج ابنة الأمير «يشبك من مهدي الست سعد الملوك»، وأنجب منها ابنه «الناصري محمد قرا»، في سلطنة «محمد بن قايتباي» ما بين عام 1496م وعام 1498م، وفي العام التالي 1497م ترقى إلى «أمير آخور كبير أي» أي الأمير المشرف على الاصطبلات السلطانية، وكان هذا المنصب من المناصب المهمة في الدولة، ونجد أنه اُخْتِير ليكون على العملة المصرية فئة الـ 200 جنيه المصرية.
الخبير الأثري، قال إن المسجد أحد مساجد القاهرة التاريخية ويزوره السياح من كل مكان، خاصة محبي العمارة الدينية.