بملامح يكسوها التعب والحزن، وقلب راض بقضاء الله، يكافح «إبراهيم» الدنيا وسط معاناة مع المرض الخبيث، فلم يترك بابًا إلا وطرقه للحصول على علاج ربما ينقذه من المصير المأساوي الذي قد يصيبه ويجعل عائلته في ألم دائم، وأمله الوحيد حقنتين فقط هما الحل لإنقاذه من الموت.
يحكي إبراهيم عبد العزيز صاحب الـ 48 عامًا، أنه يعمل سائق بإحدى الشركات منذ نحو 25 عامًا، ومنذ 4 سنوات لاحظ وجود كتل في عنقه، ليذهب إلى طبيب أنف وأذن وحنجرة ظنًا منه أن الأمر بسيط، وهو ما أكده الطبيب في تشخيصه المبدئي، إذ وصف له بعض المضادات الحيوية وأخبره أن ما يعاني منه هو أثار من «اللوز»، وبعد عدم التحسن عرف «إبراهيم» إصابته بالسرطان.
علاج «إبراهيم» حقنتين بـ110 ألف جنيه
«عملت سونار على رقبتي، وعرفت أن اللي عندي ورم خبيث» .. بمزيج من الحسرة والهدوء، أوضح «إبراهيم» في حديثه لـ«» أنه ذهب إلى طبيب يتابع معه في الشرقية إذ يعيش بمدينة العاشر من رمضان: «بدأت العلاج مرحلة مرحلة في التأمين الصحي، وبعد الفحص اكتشفت أن اللي عندي نوع من أنواع السرطان الحاد في الغدد الليمفاوية».
خضع الأب الأربعيني خلال 4 سنوات لجلسات كيمياوي: «باخد 4 جلسات على مدار 4 أيام، كل جلسة مدتها 8 ساعات، بالإضافة للعلاج التكميلي ونقل الدم، ومن 6 شهور عملت تحاليل في المعهد القومي للأروام وتابعت معاهم وقالولي إني استنفذت كل سبل العلاج وربنا يتولاك، وأملي الوحيد في حقنتين تمن الواحدة 55 ألف جنيه، وأنا مرتبي ميكملش 4 آلاف جنيه».
يخشى إبراهيم على أطفاله الأربعة الذين تترواح أعمارهم بين 3 سنوات و12 عاما: «أنا لو صارحتهم بالحقيقة الدنيا هتنهار، وأنا خايف عليهم، ودايما كنت بطمنهم وبطمن مراتي وبقول إن الموضوع بسيط، باخد الصدمة مع نفسي وأرجعلهم البيت وكأن مفيش حاجة»، وصل الأب الأربعيني الآن إلى المرحلة الخامسة من المرض، ولصرف الحقنتين يحتاج إلى إجراءات طويلة ومعقدة وهو الآن يصارع الوقت خوفا من انتصار السرطان عليه.