الفنان أحمد مظهر
ربطته صداقة قوية بمعظم نجمات جيله، أبرزهن فاتن حمامة، ومريم فخر الدين، ونادية لطفي، وكنّ يتطلعن للعمل معه لشدة رقته وتهذيبه، حيث كان يذكر أسمائهن دائما في أحاديثه الصحفية وجلساته الفنية مسبوقة بلقب «الست»، هو الفارس أحمد مظهر، الذي لم تتحقق أمنيته بأن يقف أمام الكاميرا ممثلا، إلى جانب زكي رستم وأنور وجدي.
زميل دراسة لاثنين من رؤساء مصر
زامل فارس السينما المصرية أحمد مظهر، اثنين من رؤساء مصر، وهما الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات، خلال دراسته العسكرية، كما انضم إلى تنظيم الضباط الأحرار، وفق ما ذكره المؤرخ الفني محمد شوقي، الذي أكد أنّه كان أقرب الأصدقاء للأديب العالمي نجيب محفوظ.
أول فيلم بحضور وفد من الأزهر الشريف
دخل أحمد مظهر بوابة الفن «صدفة»، من خلال مشاركته بالفيلم النادر «ظهور الإسلام» عام 1951، وهو الفيلم الوحيد بتاريخ السينما المصرية الذي حضر العرض الخاص به وفد رفيع من الأزهر الشريف، للمرة الأولى والأخيرة في تاريخ الأزهر، ثم عاد مرة أخرى إلى عمله كضابط بالجيش حتى قيام ثورة 1952.
اسم مستعار
وعاد «مظهر» مرة أخرى للعمل بالفن عن طريق صديقه عز الدين ذو الفقار، بدور «البرنس علاء» في فيلم رد قلبي، باسم مستعار «حافظ مظهر» بسبب حصوله على ترخيص مؤقت من الجيش لمزاولة مهنة التمثيل، لتكون البداية الحقيقية له في التمثيل وباسمه الحقيقي بفيلم «طريق الأمل» عام 1957 أمام الفنانة فاتن حمامة، في دور ثالث بعد شكري سرحان ورشدي أباظة، ليلفت بأدائه صناع السينما، وفق المؤرخ الفني.
قطيعة ابدية بين كمال الشناوي وفاتن حمامة بسبب دور «المهندس» بدعاء الكروان
ويروي «شوقي» أن دور «المهندس» الذي أشتهر به أحمد مظهر بفيلم دعاء الكروان، جاء بترشيح من بطلة العمل الفنانة القديرة فاتن حمامة، والتي رشحته بديل للفنان كمال الشناوي، بعد أ شعرت أن «مظهر» أنسب للدور وأصبح بينهم «كيميا» بالعمل، وهو ما سبب قطيعة أبدية بين «حمامة» و«الشناوي».
تميّز في أدوار «الجان» رغم تقدمه بالعمر
أصبح أحمد مظهر أبرز نجوم السينما المصرية بعدد كبير من الأفلام خلال فترة الستينيات، ومنها «جميلة بوحريد» بطولة ماجدة و«لوعة الحب» مع شادية، ورغم أنّه بدأ التمثيل بعمر الـ42 عاما، سنة 1951، لكنه نجح في تأدية كل الأدوار وبينها «الجان»، أمام نجمات السينما المصرية «سعاد حسني، ولبنى عبدالعزيز، ونادية لطفي» وغيرهن، بحسب ما ورد عن المؤرخ الفني، ما يؤكد قدرته على تأدية جدميه الأدوار وإقناع الجمهور بها، فتمكن من تأدية دور والد ليلى طاهر ومريم فخر الدين في فيلم الأيدي الناعمة، ودور حبيب مريم فخر الدين في فيلم «مع الذكريات».
فيلم صلاح الدين الأيوبي
وفي العام ذاته، قدّم «مظهر» فيلم الناصر صلاح الدين، إلى جانب فيلم «رد قلبي»، بشخصية صلاح الدين الأيوبي، وكان مخرج العمل الأول عز الدين ذو الفقار، الذي رشح رشدي أباظة للدور، غير أنّ وفاة ذو الفقار أبعدت رشدي أباظة عن الدور، بعد أن تولى يوسف شاهين إخراج العمل، بسبب الخصومة الشهيرة بين أباظة وشاهين، كما أنّ شاهين كان يعتقد في عدم قدرته على توجيه أباظة لخوفه منه، ما دفع شاهين لإسناد البطولة إلى مظهر، وفق رواية المؤرخ الفني، الذي كشف عن تصريح ليوسف شاهين، قال فيه إنّ مظهر لم يؤد الدور كما يجب رغم نجاح العمل، ما تسبب في قطيعة أبدية بينهما، ورفض مظهر المشاركة في أي عمل فني مع المخرج يوسف شاهين، بعد أن طلبه في عدة أدوار مختلفة.
أدوار إذاعية مهمة
وظل أحمد مظهر حتى نهاية السبعينيات مطلوبا في أدوار البطولة، ووقف أمام نجمات السينما المصرية، مثل نجلاء فتحي وشمس البارودي ونبيلة عبيد وناهد شريف، وفقًا لما ذكره المؤرخ الفني، كما قدّم أعمالا إذاعية عظيمة، أبرزهم المسلسل الإذاعي الشهير «العظماء 100 أولهم محمد».
تميز بأداء الأدوار التاريخية
أوضح شوقي، أنّ أحمد مظهر تميز وبقوة في الأدوار التاريخية نظرًا لإجادته التامة للغة العربية الفصحى، وركوب الخيل كونه فارس بالأساس، ليحجز مقعده بمعظم الأعمال التاريخية المصرية، ومن بين أبرز أعماله التاريخية، أفلام «الشيماء، ووا إسلاماه»، ومسلسلات «على هامش السيرة، ولا إله إلا الله، ومحمد رسول الله، والوعد الحق».
أكد المؤرخ الفني قوة موهبة فارس السينما المصرية، التي مكنته من تقديم العديد من الأدوار المتنوعة، فبجانب الأدوار الرومانسية والتاريخية قدم الأدوار الكوميدية، ولقيت نجاحا كبيرا، مثل فيلم لصوص لكن ظرفاء أمام الفنان عادل إمام، الذي كان مفاجأة للجمهور، وواجه العديد من الانتقادات بسبب تقديم دور كوميدي بعد تقديمه أدوار مهمة جادة، غير أنّ النجاح الكبير للفيلم جعل هذه الانتقادات تتلاشى تدريجيًا.