كأنه رجع بالزمن آلاف السنين، بعدما صنع وسط العمارات الكبيرة المرتفعة، في مساحة 6 أمتار، «خيمة» تؤويه رفقة أسرته من حرارة الشمس أو برودة الطقس، هربًا من الإيجار المرتفع بعد تحطم بيته الخشبي من هطول الأمطار منذ عام ونصف، لتعيش أسرة مكونة من 8 أفراد في «خيمة» بقرية الزهراء التابعة لمدينة الزقازيق بالشرقية.
أسامة أحمد، 36 عامًا، يحكي لـ «» معاناة أسرته والحياة داخل «الخيمة» منذ عدة أشهر، إذ كان يقطن رفقة زوجته وأبنائهه وشقيقته المطلقة وأولادها، وعددهم 8 أفراد، في بيت مصنوع من الخشب، وفي إحدى أيام فصل الشتاء، تعرض البيت إلى السقوط رفقة عددًا من البيوت الأخرى: «أنا راجل أرزقي عشت طول حياتي في بيت بالخشب، ولما اتهد عليا من المطر بعت الأرض لحد من الجيران، ورحت سكنت في بيت بالإيجار لمدة 6 شهور».
«أسامة» يترك شقته المستأجرة
بسبب المغالاة في الإيجار وعدم القدرة على دفعه، تركت أسرة «أسامة» البيت، واشترت أرضا في مكان آخر من أجل بناء بيت جديد عليها، ولكن حدثت مشكلة في انتهاء تصاريح البناء، فكرر أن يصنع «خيمة» حتى ينتهي من بناء البيت الذي قد يستغرق وقتًا طويلاً، مضيفًا: «الإيجار كان غالي عليا وصاحب البيت مكنش بيصبر، فاضطريت إني أخرج أروح أي حتة».
الحياة في الخيمة
في أرض فارغة بين البيوت تمر فيها الأغنام أحيانًا، تعيش أسرة «أسامة» التي تعافر من أجل جدران بيت يؤويهم، فالحياة في الخيمة لا يرثى لها، بسبب عدم الخصوصية، والشمس تدخلها من كل جانب، مع أضرار كبيرة للأطفال الصغار، اللذين لم يتحملوا سطوعها المؤلم في الصيف، ومن حسن الحظ لم يأت عليهم الشتاء وهم يعيشون في الخيمة.
«أسامة» يطالب بإنهاء تصاريح البناء
يعمل «أسامة» في محل يستأجره ليبيع بعض أدوات الفلاحة، ويكاد يكفي مصاريف الأسرة الكبيرة، وينادي بضرورة مساعدته في استخراج تصاريح البناء، بأقصى سرعة قبل قدوم الشتاء.