| حكاية أول رحلة حج مصرية توثقها الكاميرات بالكامل.. لقطات وتفاصيل استثنائية

رحلات الحج في الماضي، كانت مختلفة تمامًا عما هي عليه الآن، إذ كان الحجاج يقطعون مسافات طويلة على الأقدامـ أو على ظهور الحيوانات، يعبرون صحاري ووديانًا، للوصول إلى بيت الله الحرام وأداء مناسك الحج، وعند الانتهاء كان عليهم العودة إلى بلادهم، ومواجهة مشاق الرحلة مرة أخرى، تلك المشاهد وثقت لأول مرة لرحلة حج مصرية عام 1904.

وقد وثق كتاب «رحلات محمد أفندي السعودي 1904- 1908»، رحلة حج مصرية في مطلع القرن العشرين، حيث قطع الحجاج مسافات طويلة ضمن حاشية أمير الحج الرسمية، وكان يترافق معهم الذي قام بتوثيق الرحلة بالصور.

مسافات طويلة على الأقدام

كشف الكاتب محمد افندی السعودی عن رحلة الحج المصرية، قائلًا إن الحجاج يقطعون المسافات الطويلة على الأقدام أو بواسطة الحيوانات، وكانوا يعبرون صحاري ووديانًا للوصول إلى بيت الله الحرام وأداء مناسك الحج، وفي البداية توجهت القافلة إلى محطة العباسية للسكك الحديدية، حيث ودعتهم الجماهير المحتشدة باحتفالات شعبية.

القافلة تستقل قطارًا إلى مدينة السويس 

استقل المسافرون القطار إلى السويس، ورُفعت «المحفة» فوق عربة خصيصًا لحملها وتدافع الحجاج لإيجاد المقطورات الخاصة بهم في القطار، فيما شغل أمير الحج وحاشيته صالونًا خاصًا، بعيدًا عن مقطورات الحجاج المكتظة وفقًا للكتاب الذي وثق رحلة الحج المصرية.

القافلة تغادر ميناء السويس

أوضح أنه بعد ذلك، غادرت القافلة ميناء السويس إلى جدة في سفينتين، وكان عدد الحجاج فيها ألفًا وثمانمائة وستة عشر حاجًا، بعد انضمام الحجاج المغاربة، ويرافقهم خمسمائة وعشرة جنود، بالإضافة إلى طاقم السفينتين وقبل انطلاق الرحلة، قام المسؤولون في الميناء بتفتيش السفينتين، بحثًا عن من يختبئون للسفر بصورة غير مشروعة.

الوصول إلى الحجر الصحي

بعد مغادرة الميناء، سارت السفينتان باتجاه ساحل سيناء، حيث توجد المحطة التي يتم فيها الحجر الصحي، وكانت هناك إجراءات احترازية تتماشى مع المخاطر المهددة للصحة والمصاحبة لرحلة الحج، ولا سيما مرض الكوليرا وتعرّف الحجاج على مخاطر المرض وكيفية تجنب الإصابة به، وقاموا بتعقيمهم.

وصدر كتاب «مصور في الحج.. رحلات محمد علي أفندي السعودي 1904 ـ 1908»، عن مشروع «كلمة» التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ويعد من الكتب الأكثر أهمية، التي تروي رحلة الحج من مصر إلى الأراضي المقدسة.

ويتضمن الكتاب مذكرات المؤلف وملاحظاته المكتوبة، بالإضافة إلى الصور الفوتوغرافية التي التقطها أفندي السعودي، والتي توثق الأماكن المقدسة بما في ذلك مكة والمدينة، إلى جانب تسجيل مواقع اختفت معظمها الآن.

ويعد هذا الكتاب شاهدًا استثنائيًا على رحلة الحج إلى مكة المكرمة، ويقدم وصفًا مصورًا ونادرًا للرحلة، من خلال يوميات وصور المصوّر محمد علي أفندي السعودي.