| حكاية أول ضحية لعصابة ريا وسكينة.. مصير مرعب

لم تتوقع خضرة محمد اللامي، السيدة الأربعينية، يوما أنها ستلقى مصرعها على أيدي أشخاص اعتبرتهم بمثابة الأصدقاء، خاصة وأنها عملت معهم لسنوات طويلة في مجال البغاء، الذي كان يسمح به أيام 1919، ورغم مرور سنوات طويلة على قصتها التي تعد بداية ظهور عصابة ريا وسكينة؛ إلا أن الكثير تذكرها مع إعادة عرض العمل الدرامي ريا وسكينة، الذي وثق ما حدث في تلك الفترة.

ما قصة خضرة محمد اللامي؟ 

بحسب ما جاء في كتاب «رجال ريا وسكينة» للكاتب صلاح عيسى، إن معرفة خضرة محمد اللامي بريا وسكينة جاءت بعدما أنشأوا بيوتا للبغاء، وتبلغ من العمر 40 عاما ومتزوجة ولديها ابنها.

وذكر الكتاب: «في ذات يوم بدايات ديسمبر 1919، كانت ريا تجلس في بيتها بحارة النجارة وبصحبتها خضرة محمد اللامي في انتظار أن تقود الظروف زبونا، عندما حانت منها التفاتة إلى معصم خضرة فإذا بها تتحلى بعدد من الغوايش وزوجين من المباريم الذهبية ثقيلة الوزن والعيار، ومع إنها رأت مثل تلك المشغولات في معاصم النساء اللواتي يعملهن معها من قبل، ومنهن خضرة نفسها إلا أنها في تلك اللحظة تحديدا، تنبهت لأول مرة، وهمست بملاحظتها لزوجها حسب الله كتحفيز له أن يكف عن إسرافه».

وأبلغ «حسب الله» ملاحظة لريا لأصدقائه والذي كان منهم عبدالرزاق يوسف، الذي رأى وقتها أحقيتهم في تلك المجوهرت فهم أصحاب المؤسسة التي تعمل فيها حيث يستأجرون البيوت ويديرونها ويحمونها ويتحملون مخاطر الشرطة ويجلبون الزبائن.

كيف تمت عملية القتل؟

وبعد أسبوع من ملاحظة ريا التي تحولت لخطة اقترحها عبد الرازق لسرقة مصوغات خضرة محمد اللامي، كانوا يفكرون في إغراء المرأة باحتساء كمية كبيرة من الخمر حتى تفقد وعيها وينذع عبد الرازق من معصمها المباريم وهي أساور سميكة على هئية ثعابين، أو يفك شباك الكردان منها؛ لكن حسب الله وعبدالعال تشكك من نجاحها خوفا في رفضها لاحتساء الخمر أو صراخها والقبص عليهم.

وفي النهاية تحمل عبد الرازق الأمر، واستدرجها بحجة أنه سيذوب الخلاف بينها، لكنه فشل رغم استمرار الجلسة ما يقرب من ساعتين؛ لتتحول الفكرة إلى جريمة قتل في يوم آخر، بعدما توعد لها الجميع بدفنها في شقة ريا، وذلك يوم 21 ديسمبر 1919.