تعاقبت عليه الصدمات فجعلت قلبه غير معلق بالدنيا زاهدًا فيها متعايشًا مع وحدته يقصد بيوت الله يصلي ويتضرع بطريقة معينة ومختلفة، روحه تسافر إليه وفمه يرتجل حديثًا يعبر عما في نفسه، قلبه يخشع ويده تصف حالة الذل والضراعة يطلب منه العفو والصفح. هذا هو حال الشيخ رمضان ودن الذي انتشر له مقطع فيديو على «فيس بوك» مؤخرًا، أثار الجدل ووصفه البعض على إثره أنه «مجنون» ويحتاج علاجًا.. «» التقت به لتتعرف منه على قصته.
حادث سير يغير مجرى حياة الشيخ رمضان
يحكي الشيخ رمضان ودّن أنه منذ عدة سنوات كان يعيش حياة طبيعية مع أسرته المكونة من زوجة وولدين في مركز تلا بالمنوفية ويعمل سائق نقل ثقيل بين القاهرة والمحافظات، وأثناء عودته من مهمة عمل تعرض لحادث سبب له إعاقة في ذراعه وإصابة بسيطة في قدمه.
وحدثت له ظروف عائلية انتهت بالطلاق من زوجته، وتزوج مرة أخرى؛ لكنها أيضًا لم تستمر طويلاً، وظلت علاقته بأبنائه قائمة رغم بُعد المسافة بينهم «أنا عايش فى المنوفية وأولادي عايشين في القاهرة بيسألوا عليّ ومش سايبيني».
الشيخ رمضان: مش لاقي شغل وفي نفس الوقت مش عارف أسوق
بعد الحادث الذي تعرض له «الشيخ رمضان» عجز عن ممارسة عمله كسائق وفقد الأجر الذي كان يحصل عليه من هذه المهنة وأخذ يبحث عن عمل ينفق منه على نفسه؛ لكنه لم يجد عملا بسبب الإصابة وتقدمه في السن حيث تجاوز عمرة الـ43 عاما «مش لاقي شغل وفي نفس الوقت مش عارف أسوق عشان الحادثة أثرت على إيدي».
ليكشف عن معاناته التي زادتها أنه لم يحصل على شهادة دبلوم تساعده في الحصول على عمل «أحيانا باضطر استلف فلوس ومش عايز حاجة غير أني ألاقي شغل أصرف منه على نفسي وعلاجي»، ويتقاسم يومه بين الجلوس مع أصدقائه وأقاربه بالإضافة إلى الجزء الأكبر من الوقت الذي يقضيه في مسجد الشيخ فؤاد القريب من منزله.
انتشار مقطع فيديو له جعل البعض يصفونه بـ«المجذوب»
وعلى الرغم من الهيئة البهية والثياب المهندم النظيف الذي يرتديه الشيخ رمضان وصوته العذب الذي يخترق القلوب؛ إلا أنه وقع ضحية للسوشيال ميديا وحصد المشاهدات دون نفع يعود عليه، بعدما سجّل أحدهم مقطع فيديو دون علمه ونشره عبر مواقع الواصل الاجتماعي، وتداوله الكثيرون مدعيين أنه مجذوب وطلبوا له الاستغاثة ليساعدوه فى إيصال صوته للمسؤلين وعلاجه، دون التحقق من صحة هذا الادعاء، وهو ما نفاه «رمضان» قائلا: «أنا لا بشوف النت ولا أعرف حاجة عنه»، حيث لا يمتلك سوى هاتف صغير يطمئن به على أولاده وأحفاده.
وعندما علم بما يقال عنه من كونه مجذوبا كان رده عليهم «يا مرحب بالحسنات، كل الناس حرة تقول اللي عايزاه، أنا لا أنكر على أحد فعله، وإن كنت مجذوب زي ما بيقولوا فأنا مجذوب في حب الله وحب رسوله».
الشيخ رمضان: الفيديوهات متسجلة وأنا مش واخد بالي
ليؤكد أنه مستمر في مناجاة الله ورسوله بطريقته: «الفيديوهات متسجلة وأنا مش واخد بالي وزعلان من اللي عمل كده لأن ده حاجة بيني وبين ربنا» متابعاً أنه ليس أفضل من الرسول الذي قيل في حقه الأكثر من ذلك فقد ادعوا أنه شاعر وكاهن وساحر ومجنون وهو ليس كذلك «أنا آجي إيه في حبيبنا النبي، إن الله يدافع عن الذين أمنوا، وأنا أسأله أن يدافع عني فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا».