«كيف أشطب حلمي؟!».. آخر كلمات الكاتب الصحفي الكبير مفيد فوزي، الذي توفى اليوم عن عمر ناهز 89 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، وكان وما يزال علامة فارقة في تاريخ الصحافة المصرية، ولقب بالمحاور وأبو الصحافة، وكتب في آخر مقال له “وللحكاية بقية” لكن رحيله المفاجئ حال دون استكمال الحكاية.
في المقال المعنون بـ«كيف أشطب حلمي؟!»، تحدث الكاتب الصحفي مفيد فوزي، عن علاقته بالكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، التي بدأت منذ إعجابه بكتاباته وصلت إلى درجة حفظ نصوص مقالاته وتحقيقاته وأقواله، وعن أول لقاء بينهما كان أمام بوابة أخبار اليوم في شارع الصحافة، إذ صعد إلى مكتبه وتتبع خطواته، حتى قابله وجهًا لوجه، ليشعر بدوار عند موافقة «هيكل» على الحديث معه ومن هنا بدأت علاقة طيبة بينهما.
تحذير الكتاب لمفيد فوزي
كان كبار الكتاب يحذرون مفيد فوزي من تقليد «هيكل»، ومنهم المفكر الكبير سلامة موسى، الذي نصحه بأن يبدأ طريقه بنفسه، فكل الذين قلدوا «هيكل» سقطوا، ليبدأ التفرد بأسلوب جديد ويصنع نجومية خاصة به، ينافس بها على الساحة، إذ صار اسمه في مجلة صباح الخير إلى جوار محمود المراغى ونجاح عمر، وفيما بعد أحمد بهجت.
تأثر مفيد فوزي بـ«هيكل»
وعلى الرغم من محاولات الكاتب الصحفي الكبير مفيد فوزي صناعة خط جديد لنفسه في عالم الصحافة، إلا أنه وجد نفسه دون أن يدري يكتب بصياغة هيكلية، ما سبب له مشاكل في عمله بمجلة صباح الخير، بسبب غضب رئيس التحرير بهاء الدين، الذي ثار في وجه مفيد فوزي لتأثره الشديد بـ«هيكل» لدرجة التقليد، وطلب منه حذف المقدمة التي اتهم فيها بتقليد هيكل وهو ما جعله يحزن وتغرغرت الدموع في عينيه، وقرر أن يكتب بصياغة جديدة مع الأسلوب النمطي المطلوب.
وأنهى مفيد فوزي مقاله المنشور في 15 أكتوبر الماضي بعبارة «وللحكاية بقية».. ولكن والحكاية توقفت بموته.