تخليا عن مشاعر الأبوة، انتزعت من قلوبهما الرحمة، تغلب صوت العقل على القلب، ليجري زوجان تجربة وحشية وقاسية على طفلهما الصغير الذي لم يتجاوز عمره بضعة أشهر، وتكون النتيجة تحول الطفل إلى وحش بشري، وإنهاء حياته بسبب عدم قدرته على الاستمرار تلك التجربة البشعة أكثر من ذلك، دون أي ذنب اقترفه في الحياة سوى أنه ابن لشخصين لديهما هوس بالتجارب العلمية.
«دونالد» طفل أمريكي، قرر والداه «لويلا» و«وينثروب كيلوج» عالما النفس المقارن، إجراء تجربة وحشية وملتوية عليه، إذ قاما بتربيته مع «شامبنزي» وتعاملا على اعتبار أنها أختًا له وعليهما أن يعيشا سويًا، بحسب صحيفة «ديلي ستار» البريطانية.
أعوام من الجحيم، عاشها الطفل الصغير البالغ من العمر 10 أشهر، مع الشمابنزي «جوا» مع إجراء والديه تجارب واختبارات مشبوهة في عام 1931، وكان الهدف من التجربة بأكملها هو معرفة كيف يمكن صنع «شمبانزي بشري»، إلا أن التجربة كانت بشكل عكسي إذ تحول «دونالد» إلى حيوان لا يفرق بين الحياة البشرية والبرية.
تجربة وحشية استمرت 9 أشهر
وكان من المقرر أن تستمر التجربة لمدة 5 سنوات، إذ جرت تربية الطفل والشمبانزي معًا في بيئة بشرية داخل المنزل بالولايات المتحدة الأمريكية، ولكنها انتهت بعد 9 أشهر فقط، واعتاد الزوجان على التحدث إليهما كالأطفال وناما في أسرّة مماثلة ولعبا ألعابًا متشابهة، لكن بعض الاختبارات كانت مقلقة.
ومن بين التجارب الوحشية، الضرب بالملاعق على رؤسهما باستخدام الملاعق لمعرفة الفرق في صوت الجماجم، وشمل اختبار آخر ضرب أعيرة نارية بجانبهما لمعرفة ردة الفعل الأسرع مع الأصوات الصاخبة، وخلال فترة الـ9 أشهر لم يرحم الأبوان ابنهما ولا الشمبانزي، إذ اعتادا على إجراء الاختبارات 12 ساعة يوميًا.
وحققت التجربة نتائج واعدة في البداية بعد تغير سلوك «جوا» بشكل تجريبي، ولكن النتيجة الصادمة هي تحول سلوك «دونالد» إذ أصبح حيوانيا للغاية وقردًا أكثر منه إنساناا، وانتهت التجربة في عام 1932، عندما أعيدت «جوا» إلى مستعمرة للحيوانات من خلال عملية إعادة تأهيل تدريجية.
سلوك «دونالد» أصبح عدوانيا وتصرف مثل الشمبانزي
وكتب العالمان في ملاحظتهما على التجربة، أن الشمبانزي كانت أكثر قوة بشكل جسدي ولكنها لم تتمكن من مجاراة ذكاء «دونالد» ولا قدرته السريعة على تعلم النطق وحفظ الكلمات، كما أنها أصبحت أكثر صعوبة في السيطرة عليها وأقل قابلية للتنبؤ، بينما بدأ دونالد في التحول للسلوك الحيواني العدواني.
وانتابت «دونالد» حالة من الهياج في التعامل مع البشر، وبدأ في عضهم والزحف مثل «جوا» وإصدار أصوات مشابه لصوت القردة عندما يريد أن يأكل، وظل كذلك لحين بلوغه عامه الـ43، إذ لم يستطع أبدًا التكيف مع الحياة البشرية بسبب ما فعله والداه فأنهى حياته، وذلك بعد عام واحد من وفاة الأبوين في عام 1972.