يمتلك ميولًا فنية منذ نعومة أظافره جعلته يعشق كل جميل، فيأسره ويذوب عشقًا في تفاصيله، حتى صادفت ميوله الفنية نبات الصبار الذي أصبح ثروت بدوي مولعًا به باعتبار ما يمتلكه من ثراء فني شامل فجّر بداخله جميع الطاقات الفنية الكامنة منذ الطفولة فارتبط به ارتباطًا وثيقًا، ووصل حبه لهذه الهواية حد الجنون وظل يمارسها على مدار 42 عامًا، قبل أن يُعلن عن مولد «مزرعة الصبار العالمية»، في قرية طحانوب، التابعة لمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية.
42 عامًا في هواية تربية الصبار
ثروت البدوي صاحب الـ73 عامًا، عشق هواية تربية الصبار، ويروي الرجل السبعيني لـ«» كواليس إنشاء المزرعة التي شرع في إنشائها في وقت كان الناس يعرفون الصبار بأنّه «النبات بتاع الترب»، وتُصيبهم الصدمة في حال علمهم باكتشاف حوالي 25 ألف نوع من الصبار.
انبرت زوجة «ثروت» التي وصفها بـ«الزوجة المصرية الأصيلة الجدعة»، لتشاركه رحلة دامت لـ3 عقود، وتترك عملها في مجال السياحة والفنادق للتفرغ للعناية بالمزرعة: «قالت لي أنا هتفرغ للفكرة، أنت هتبقى لينا الهاوي والمرشد والناصح باعتبارك صاحب الفكرة، واحنا هنتولى مسؤوليات الموضوع كلها من الألف للياء».
مزرعة الصبار بدأت من فدان أرض كان مُحاطًا بالفيلا التي يقطن بها ثروت البدوي وأسرته، ومع تطور النباتات عامًا تلو الآخر، بدأ «عاشق الصبار» في نقل كيان المزرعة إلى أراضِ أخرى مملوكة له، حتى باتت المزرعة تضم حوالي 12 ألف نوع من الصبار، وهي تعادل أكثر من نصف المكتشف العالمي من نبات الصبار، الأمر الذي يعد إنجازًا غير مسبوق لمزرعة خاصة: «أنا بعتبر إن هو ده الإنجاز الحقيقي لأنّ الأمر ده طلع من شخص هاوِ وغير متخصص».
كانت الجهود المبذولة بالمزرعة سببًا في مشاركة ثروت البدوي 23 مرة في معرض الزهور السنوي بلا انقطاع، إذ يرى الرجل السبعيني أنّ هذه الـ23 عامًا كانت سببًا من أسباب التعريف بما يسمى عالم الصبار في مصر: «لما كنا بنشارك في المعارض الناس كانت بتتخض من النباتات اللي احنا بنعرضها وآلاف البشر بيشوفوا الشيء ده كل عام والناس بدأت تيجي المزرعة من مصر ومن كل بلدان العالم».
المزرعة تضم أندر نباتات الصبار
وكغيره من أصحاب المشاريع، واجه «ثروت» بعض الصعوبات التي تمثلت أبرزها في الافتقار إلى المتخصصين أو المراكز العلمية المتخصصة في هذا الشأن، ما جعله يقرأ كل ما استطاع الوصول إليه من كتب وأبحاث نشرت عن هذا المجال في العالم.
وتضم المزرعة بين جنباتها عددًا كبيرًا نباتات الصبار الضخمة والمُعمرة إضافة إلى مجموعة من أندر نباتات الصبار في العالم والتي يصل عمرها إلى ما يقرب من 60 أو 70 عامًا، وعلى الرغم من ذلك لم يكتفِ «ثروت» بما تضمه المزرعة، لكنه يسعى إلى ضم المزيد من الأصناف والأنواع: «دائمًا بنسعى إنّ أي أصناف مدخلتش المزرعة أنّنا نبذل مجهود كبير عشان نجيبها ونضمها للأعداد الموجودة عشان فيه أصناف بيكون فيه صعوبة أننا نجيبها من موطنها الأساسي وبنحاول نكبّر الرقم عندنا وبنشتغل في حدود استطاعتنا وطاقتنا».
«عاشق الصبار» يرغب بالمشاركة في موسوعة جينيس
مطالبات عدة من الأهل والأصدقاء بالمشاركة في موسوعة «جينيس» العالمية، إلا أنّ مسؤولية المزرعة ورعايتها تستهلك وقت ثروت البدوي ومجهوده بالكامل، الأمر الذي يجعله يؤجل التفكير في الأمر مرارًا وتكرارًا: «مسؤوليات المزرعة والكيان الكبير مستوعب كل طاقتي وكل جهدي، وأنا عندي هذا الاستعداد والرغبة وبقول إن أول ما يبقى عندي رفاهية وقت، هنقدم الملفات المطلوبة ويجوا يقيّموا المزرعة أنها تكون أهل لانضمامها للموسوعة، ولكن بحد أدنى إحنا متميزين على مستوى الشرق الأوسط».
ويمتلك ثروت البدوي من الأبناء 6 هم: رانيا البدوي، ومحمد الهندسة في جامعة ألاباما الأمريكية، وأحمد مرشد سياحي، وياسمين، وأماني الأستاذة في طب الطواريء، وشيماء الحاصلة على ليسانس حقوق وأخيرًا المهندس الزراعي وليد والذي يتولى إدارة المزرعة: «وليد ده آخر العنقود وأنا تعمدت أدّخله كلية الزراعة عشان يكمل جهودي من بعدي».