رعب وذوهل وصدمة وبكاء، مشاعر مختلطة دارت في رأس الفتاة وهي تقف في عرض البحر وتشاهد أسماك القرش وهي تفترس أصدقاءها واحدا تلو الآخر دون أن تمتلك شيئا سوى الصراخ من هول ما شاهدته، عدة أيام قضتها الفتاة العشرينية في خوف مستمر فلم تتخيل أن رحلة الاستجمام اللطيفة يمكن أن تتحول إلى كل ذلك الجحيم بسبب خطأ بسيط.
تحكي ديبورا سكالينج كيلي، أنها كات على متن يخت في رحلة إبحار لنحو 6 أيام، ورسمت في مخيلتها أحلاما جميلة وترفيهية لما ستفعله والاستمتاع بالطقس المشمس، عندما داهمتها وأصدقاءها عاصفة فجأة قلبت موازين الأمور إلى الأسوأ لتشاهد مأساة مروعة لم تفارق ذاكرتها حتى الآن «كنت في رحلة إبحار لمدة 6 أيام من ماين إلى فلوريدا، كان الطقس جميلاً والأجواء مثالية للغاية، وبعد 4 أيام تم سحب اليخت في عاصفة استوائية وانقلب في وسط المحيط الأطلسي، وكان معي أربعة وهم ميج وبراد ومارك بالإضافة إلى قائد البخت جون ليبوت».
أمواج طولها 30 قدما ورياح بسرعة 112 كم في الساعة، ذلك هو الطقس العاصف الذي واجته «ديبورا» والبالغة من العمر 24 عاما، والأسوأ هو وقوع القبطان في نوم عميق بسبب شربه الخمر وسقط فجأة على دفة القيادة لتستيقظ الفتاة على أصوات شروخ وتدفق المياه الجليدية إلى المقصورة وتنتقل بعد ذلك إلى قارب النجاة، وتعرضت «ميج» إلى جرح في ساقها بينما سقط الباقين في المياه نتيجة الطقس المتقلب «أثارت رائحة دماء ميج شهوة وشراسة أسماك القرش، لتأتي بالمئات في مشهد مروع.
«5 أيام في المياه نصارع من أجل البقاء دون أمل في النجاة كانت هناك زعانف تحيط بالزورق في كل مكان، وتحاول بكل الطرق التهام أي شخص»، وبسبب نقص الماء والطعام أصيبوا بالجفاف الشديد، وكان القيح والدم من جروح ميج المفتوحة يتسربان حول القارب، مما تسبب في إصابة الخمسة جميعًا بالعدوى، فيما أصيبت ميج بتسمم الدم، تسبب الجفاف في إصابة المجموعة بالهذيان بعد ثلاثة أيام «شرب جون ومارك الماء المالح من البحر، والذي يُعرف عنه أنه يسرع عملية الجفاف ويؤدي إلى توقف الكلى، وتخيل جون أنه يرى اليابسة ليقفز إلى المياه فجأة وتفترسه أسماك القرش الجائعة»، بحسب حديث «ديبورا».
وبعد مضي وقت قليل، هلوس «مارك» بكونه يريد الذهاب إلى المتجر لشراء السجائر قبل أن يلقي بنفسه وسط المياه ليلحق بجون «شاهدت الأسماك تلتهمهم دون أن أملك شيئا لأفعله، وبعد وقت قليل فارقت ميج الحياة واضطررنا إلى سحبها في المياه ولم يتبق سواي وبراد »، حاول الاثنان تنظيف القارب جيدا لإبعاد أسماك القرش عنهم، وبعد وقت قصير شاهدوا سفينة شحن روسية وتم إنقاذهم».
التفاصيل المؤلمة والتي وقعت في عام 1982، استعادتها «ديبورا» أثناء حديثها في برنامج «peaking on US TV show» التليفزيوني أمس، وفقا لصحيفة «ميرور» البريطانية.