| حكاية زلزال ضرب الإسكندرية منذ 720 عاما.. «الحوامل وضعن ما في بطونهن»

زلزال عظيم أشبه بموجات «تسونامي»، هاجم الإسكندرية في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون، وتحديدًا في 8 أغسطس 1303 ميلادية، قال عنه الأمير المؤرخ بيبرس المنصوري الذي عايش هذا العصر في كتابه «زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة»: «كانت الزلزلة عظيمة حتى أن الجزر تساقطت والمباني تهدمت والصخور تقطعت والمياه من خلال الأرض تفجرت».

الزلزال استمر 20 دقيقة

كان هذا الزلزال الذي تعرضت له الإسكندرية عام 1303، من أقوى الزلازل وأشدها في تاريخ مصر، استغرقت مدته حوالي 20 دقيقة، وكانت الإسكندرية أكثر المدن التي تأثرت به، إذ ظلت الأرض ترتجف حوالي 20 يومًا، بحسب ما ذكره «المقريزي» الذي وصفه قائلًا: «الزلزال من قوته مادت الأرض بمن عليها وماجت المساكن بساكنيها، لدرجة أن النساء الحوامل وضعن ما في بطونهن، والمصريين ظنوا أن يوم القيامة قد قام فابتهلوا إلى الله، فمن رأى مصر بعد الزلزال ظن أن عدوًا أغار عليها وخربها».

المؤرخ «العيني» وصف زلزال مصر عام 1303 قائلًا: «الزلزال لو كان دام أكثر من ذلك لما كان بقي على الأرض دار أو ثبت بها جدار»، إذ وقع زلزال جزيرة كريت فجر يوم 8 أغسطس، وكانت قوته تقدر بنحو 8 درجات على مقياس ريختر وتسبب في حدوث تسونامي كبير نتج عنه أضرار جسيمة وخسائر في الأرواح في جزيرة كريت والإسكندرية.

الضحايا معظمهم من النساء والأطفال

وأشارت الموسوعة العالمية «alchetron» إلى الآثار الناجمة عن زلزال 1303 ميلادية متمثلة في وقوع العديد من الضحايا معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن فيضانات هائلة في الإسكندرية تسببت في تدمير السفن وتجريفها إلى داخل المدينة لمسافة تصل إلى 3 كيلومترات، وتدمير أسوار المدينة وتضررت المنارة بشدة، كما تأثرت مدينة عكا الساحلية الواقعة على الساحل الشرقي، وهُدمت المباني والبيوت حاصدة أرواح ساكنيها.

ولم يقف تأثير الزلزال عند الإسكندرية فقط، وإنما تسبب أيضًا في أضرار جسيمة في القاهرة، إذ تسبب في إزاحة الكثير من الغلاف الجيري الأبيض للهرم الأكبر، وأسقط المآذن في العديد من المساجد، وتسبب الزلزال أيضًا في أضرار جسيمة بعدة مناطق بما في ذلك جزيرة كريت والبيلوبونيز ورودس والقاهرة وعكا ودمشق وأنطاكيا وقبرص، كما شعر به السكان في أماكن بعيدة مثل القسطنطينية وتونس.