| حكاية سائق تاكسي ترك المهنة ويبيع «مش» في السيدة: بصرف على 4 عيال

على الرغم من تقدمه في العمر إلا أنه ما زال حتى الآن يعمل ويكافح ويرى أنه من العيب المكوث دون عمل والارتكان إلى الظروف، منهجه في الحياة عبارة ورثها عن والده حينما قال له «اعمل ثم اعلم أن تجاهد»، تلك الكلمات اتخذ منها محمد أحمد، 65 عاما، من منطقة السيدة زينب بمحافظة القاهرة، حافزا له كي يتمكن من مواصلة السعي بهدف تربية أبنائه الأربعة، وبالفعل نال ما أراد وتمكن من مساعدة أبنائه والوصول بهم إلى المرحلة الجامعية.

الستيني محمد أحمد: راضي ومبسوط بحياتي

منذ سنوات عديدة، يعمل الرجل على سيارة تاكسي لتوفير نفقات الأسرة، حتى تغيرت الأوضاع وتبدلت الأحوال عقب ثورة يناير، ليقرر بعدها الستيني، ترك المهنة بشقائها خوفا من تعرضه لمكروه بسبب سوء الأوضاع حينها: «مكنش قدامي غير إني أسيبها، الشغل كان قل والمصاريف زيادة عليا، قلت خلاص أنا هغير نشاطي خالص وأشوف حاجة بفهم فيها برضه وأكون بحبها: «كنت بعمل مش من زمان جدا، وكنت لنا أروح عند ورشة علشان أصلح العربية كنت باخد مش معايا وكان بيعجبهم جدا، ولما كنت أنسى مرة كانوا يزعلوا مني جدا، ويطلبوا مني أعمل لهم».

فكرة الوقوف في أحد شوارع السيدة زينب جاءت بعدما شعر الرجل أنه يجب وأن يعمل من أجل تربية أبنائه، وبالفعل قرر النزول إلى الشارع، ليبيع «المش»، الذي يقوم بصناعته بنفسه دون مساعدة: «بنزل أقف من 10 الصبح لحد 2 بليل وراضي بحالي وشغلي، ومبسوط جدا وعيالي كلهم فرحانين اني واقف معاهم وبساعدهم».

يذهب «محمد» الشهير بـ«بهلول» إلى منطقة أبوالنمرس لشراء المواد الخام اللازمة لعمل «المش» ويعود بها إلى منزله حيث يبدأ في تجهيزها بعدما يقوم بإضافة الطماطم عليها إلى جانب الزيت وكذلك البهارات: «بقالي عشر سنين علي الوضع ده، وربنا كرمني وربيت عيالي بشكل كويس 3 منهم خريجي جامعات، وواحد لسه صغير في خامسة ابتدائي، أنا حتى وقت ما بكون مش شغال بقعد برضه في الشارع».