رائحة جميلة تخرج في أحد الشوارع المجاورة لسوق باب اللوق في عابدين، وعند تتبع مصدرها تجدها تأتي من داخل فاترينة ضيقة لا تتعدى مساحتها المترين وتعتليها لافتة كبيرة تحمل عبارة «ساندويتشات أم سماح» وبالداخل تجلس السيدة الخمسينية «فاتن»، تُجهز ساندويتشات البطاطس الساخنة والبيض والجبنة ومن ثم تقدمها لزبائنها بابتسامة طيبة مبهجة اعتادها كل من تعامل معها.
فاتن حسين، 55 سنة، من أبناء شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، لكنها تعيش الآن بأحد شوارع حي عابدين بمحافظة الجيزة، التي راحت وهي مُنهمكة في تجهيز الأكل، تحكي لـ«» أنها منذ نحو 3 سنوات وهي تعمل في بيع الساندويتشات مثل البطاطس المقلية والبيض المسلوق والجبنة والمربى: «الناس كلها بتحبني والسوق كله زبايني».
مرض الزوج وخروج «فاتن» للعمل في الشارع
وجبة جديدة بدأت «أم سماح» في إعدادها وراحت تستكمل معها حديثها بأن لديها 4 أبناء، وأنها خرجت للعمل في الشارع منذ نحو 5 سنوات إذ بدأت في بيع الملاءات لكنها سريعًا ما تركتها ولجأت للساندوينشات: «عندي 3 ولاد وبنت: سماح 42 سنة ومتجوزة، ومحمد 40 سنة شغال في قهوة ولسه مش قادر يتجوز، ومصطفى 34 سنة متجوز وعنده ولد وبنت، وأصغر واحد في ولادي هو يوسف عنده 24 سنة وبيدرس في معهد سياحة وفنادق»، مُضيفة أن ابنها «مصطفى» يعمل معها في الفاترينة لينفق على أسرته.
بعد خروج الزوج على المعاش وتدهور صحته نتيجة إصابته بمشاكل في العقل بالإضافة إلى مرض السكري، وجدت «فاتن» أنها في احتياج شديد للعمل وهو ما دفعها للنزول إلى الشارع: «جوزي بياخد 2000 جنيه معاش كل شهر بس بيصرفهم على الدكاترة وعلى علاجه.. الفاترينة دي هي اللي بتأكلنا»، مُضيفة أنها تعيش في شقة عبارة عن غرفتين على سطوح إحدى العقارات بعابدين وتدفع لها إيجار شهري 400 جنيه: «الكهرباء بتجيلنا عالية وبتوصل لـ 1000 جنيه في الشهر.. علشان كده أنا بحتاج شهريًا لـ 1800 جنيه إيجارات وفواتير».
أمنية «أم سماح» وحبها للفاترينة
«نفسي أجدد الفاترينة وأبيَّضها»، هكذا تمنت «أم سماح»، موضحة أنها إلى جانب الإيجارات الشهرية والفواتير ومصاريفهم الشخصية، هي تحتاج أيضًا إلى 800 جنيه كقسط شهري تقدمه للحي من أجل ترخيص الفاترينة.