قصة حين تعرف تفاصيلها تشعر أنك تشاهد فيلم مغامرات أجنبي، لرجل مصري ستيني عاش حياته كلها بين جبال البحر الأحمر لاصطياد الحيوانات البرية، وأيضًا غطس في البحار لاصطياد الأسماك، قضى حياته كلها يصنع ما يحبه وهو ابن الـ 9 سنوات، تعلم الغوص تحت الماء لاصطياد الأسماك النادرة، ولم يكتف بمغامراته في الصحاري والبحار، بل قرر الحفاظ على ما يعثر عليه، من خلال تحنيطه بطريقة محكمة، تجعل الحيوانات بكامل هيئتها لعشرات السنين.
محمد شحاتة، 68 عامًا، يروي لـ «»، حكايات مر عليها عشرات السنين، عندما شغله حب التعامل مع الحيوانات وهو بعمر الـ 9 سنوات، وتطور الأمر لاصطيادها حتى بلغ 13 عامًا، وقتها بدأ تعلم التحنيط وتطورت موهبته مع الوقت، حتى إنه كان يصطاد الحيوانات الخطرة كالذئاب والثعابين والضباع، مضيفًا: «لما كنت صغير بدأت أحب الصيد، كنت الأول بصطاد بالنبلة، وبعد كده بقنبلة الرش وبعدها بالخرطوش، عشت حياتي كلها مغامرات بين جبال البحر الأحمر، وكمان كنت بقدر إني أغطس لمسافة كبيرة، وأصطاد بعض الأسماك النادرة».
«شحاتة» لا يعرف القراءة والكتابة
شغف «شحاتة»، باصطياد الحيوانات والطيور والأسماك، جعله يترك تعلمه، فهو «أمي» لا يعرف القراءة ولا الكتابة، وأكمل باقي حياته يعمل في التحنيط بطريقة مختلفة عن غيره، إذ يقوم بتشريح الحيوان واستخدام مادة «الزرنيخ»، التي تساعد في تماسك المجسم: «علمت ولادي وفي منهم مهندسين ودكاترة، رغم إن أنا راجل أمي مابيعرفش القراءة والكتابة، كان نفسي فعلا أتعلم ولكن ماحصلش نصيب».
عشرات السنين بين الصحاري والبحار
عشرات السنين مرت على «شحاتة»، وهو يجري وراء الحيوانات متجردًا من خوفه، ومتجاهلاً خطورتها التي يعرف كيف يتعامل معها، حتى ضاق به العمر، وكبر سنه حتى وصل لـ 68 عامًا، ولكنه ما زال حتى الآن يقدم أعمالا جديدة، طموحه لم يقف تمامًا، فأمنيته هي صنع متحف لتلك الحيوانات: «أقدم حاجة عملتها لحد دلوقتي هي ثعبان عمره 30 سنة، ولسه لحد دلوقتي بكامل هيئته وموجود في حديقة الأسماك، وأكل عيشي دلوقتي قايم على إن الناس بتطلب مني أحنط الحيوانات وباخد مقابل مادي».