تتجه أنظار العالم مساء اليوم، إلى محافظة الأقصر، لمتابعة حدث احتفالي ضخم وفريد من نوعه، لا يقل في عظمته عن حفل موكب المومياوات الملكية، الذي أقيم في أبريل الماضي، إذ ستشهد مصر في الساعة السابعة والنصف من مساء اليوم، افتتاح طريق الكباش للزيارة للمرة الأولى منذ إعادة اكتشافه.
يروي الدكتور حسين عبد البصير، مدير الآثار بمكتبة الإسكندرية، لـ«»، حكاية عيد «الأوبت»، وعيد الزواج المقدس الذي تم بناء طريق الكباش من أجله في مصر القديمة، ليكون اليوم شاهدًا على عظمة تاريخ الأجداد وحضارة مصر: «الزواج المقدس عادة بين الآلهة، وفي الحالة دي كان الزواج بين الإله آمون وزوجته الإلهة موت، وأنجبوا الإله خونسو، والثلاثة يمثلوا ثالوث طيبة المقدس، الأب، الزوجة، الإبن».
حكاية الزواج المقدس
وشرح «عبد البصير»، أن الزواج المقدس لم يقتصر على «آمون وموت»، بل حدث أيضًا مع الإلهة حتحور وزوجها الإله حورس، وكان الاحتفال يستمر لعدد معين من الأيام في معتقد القدماء المصريين كي تمنح البلاد النماء والرخاء، وأحيانًا كان يحدث الزواج بهدف سياسي، مثلما حدث من قبل مع الملكة «حتشبسوت»، وهي أول سيدة تحكم مصر، ولم يكن ذلك عرفا متبعا في البلاد، ولذلك أنشأت الزواج المقدس بين والدتها «الملكة أحمس»، والإله «آمون»، كي تعطي شرعية لحكمها ولكن والدها الحقيقي هو «تحتمس».
سر تصميم طريق الكباش في مصر القديمة
وعن سبب تصميم طريق الكباش البالغ طوله 2700 متر، فهو يعتبر الطريق التي كانت الوفود والأفواج تحتفل به بالإله آمون والإلهة موت: «الطريق يربط معابد الكرنك في الشمال والأقصر في الجنوب، وكان آمون يزور معبد آمون بالأقصر ويحدث لقاء جنسي بينه وبينه موت، وكان عيد الأوبت يشهد إبحار زوارق الآلهة الثلاثة آمون وموت وابنهم، عبر النيل للمعبد في طريقهم إلى الكباش للاحتفال والطريق بُنى على فترة زمنية طويلة من عهد حتشبسوت في القرن الثامن عشر إلى عهد الملك نختنب، في الأسرة 30 وهو الوحيد الموازي للنيل»، ويعد طريق الكباش بشكل عام ممرًا للاحتفالات بأنواعها سواء احتفالات رسمية للدولة أو للآلهة.
وجرى اختيار يوم 25 نوفمبر من كل عام لاقإمة احتفال عيد الأوبت بطريق الكباش، وهو عبارة عن الاحتفال بثالوث طيبة المقدس ويقام كل عام من أجل لقاء الإله آمون مع الآلهة موت من أجل الخصوبة والتزواج وأيضًا لتجديد شرعية الملك الحاكم للبلاد فضلا عن مزيد من النمو، واختيار اليوم بسبب ارتباطه بدورة النيل والفيضان وفقا للسنة القبطية: «عندهم أيام معينة في مصر القديمة، والسنة متقسمة فيها 3 فصول كل فصل 4 أشهر والشهر 3 أسابيع والأسبوع 10 أيام والسنة كانت 360 يوما إضافة إلى 5 أيام أطلقوا عليها اسم أيام النسيم اللي هي احتفالات الآلهة».
من هو الإله آمون والآلهة موت ؟
وبحسب مدير الآثار بمكتبة الإسكندرية، فإن آمون يعني «الخفي»، وكان إله غير معروف فيما يدعى باسم «الثامون» من الرقم 8 بمدينة «الأشمونين» بالمنيا، في عصر الدولة الوسطى، ثم بعد ذلك تسيد المشهد في الدولة الحديثة وأصبح اسمه «آمون رع»، والفراعنة حاربوا تحت لوائه وكانوا يأتون بالغنائم، والعطاءات، التي تأتي من المعارك الخارجية ويضعوها في المعبد الخاص به، فتحول المعبد إلى دولة داخل الدولة وهو الأمر الذي لم يعجب الملك «أخناتون»، لتنشب بينه وبين كهنة «آمون»، حربًا انتهت بالقضاء على سلطة الإله تمامًا وتدمير جميع صوره وأشكاله وأنشأ بدلا منه «الإله آتون».
وكان «آمون»، يصور على شكل الكبش، لأن الكباش كانت بتمتاز بالخصوبة والقدرة على التناسل والنماء، وكان يتم إعطاءه ذيل الثور ورأس الكبش لإظاهره بأنه قوي وقادر على حكم البلاد: «مكناش بنعبد الحيوانات ولكن بناخد من كل حيوان الرمز بتاعه».
وأما «موت» فهي بمعنى الأم في مصر القديمة، وعندما تزوجها «آمون» أنجبا الإله «خنسو» ويعرف باسم «إله القمر».