قبل حوالي شهرين أعلن الرئيس التنفيذي لعملاق التواصل الاجتماعي «ميتا»، مارك زوكربيرج، عن تعزيز شركته للاهتمام بتكنولوجيا «الميتافيرس» التي سوف تسمح بتمكين البشر من التواجد في أي مكان واختبار التلامس الحقيقي معه، دون الخروج من غرفهم، تلك التكنولوجيا التي تنبأ بها فيلم مصري قبل إعلان مارك بأكثر من 22 عاما.
قبل أكثر من 20 عاما، صدر فيلم الآخر في السينمات المصرية، واستعرض أحد مشاهده فكرة تكنولجيا «الميتافيرس» التي ازداد الاهتمام بها وتوجهت الأنظار إليها منذ إعلان مارك عن توجه شركته إلى تطويرها وتغيير اسم أكبر شركة تواصل اجتماعي في العالم من «فيسبوك» إلى «ميتا»، إشارة إلى التكنولجيا الجديدة التي تقوم على تحويل الإنترنت إلى عالم افتراضي ثلاثي الأبعاد، يجعل بالإمكان اختبار التواجد في أي مكان دون الخروج من الغرف، من خلال نظارات الواقع الافتراضي أو الـ VR.
قصة فيلم «الآخر»
فيلم «الآخر» تم إنتاجه عام 1999، في فرنسا، وهو من إخراج الراحل يوسف شاهين، وبطولة نبيلة عبيد وهاني سلامة وحنان ترك وأحمد وفيق، وتدور أحداث الفيلم عن شاب مصري اسمه «آدم»، يقابل فتاة صحفية تدعى «حنان»، وتنشأ بينهما قصة حب تنتهي بالزواج رغم اعتراض الأم «مارجريت» على هذا الزواج، فتبدأ محاولة التواصل مع شقيق حنان «فتحي» الذي ينتمي لإحدى الجماعات المتشددة لتعطيل هذا الزواج، فيخطف شقيقته، فيُسرع «آدم» لإنقاذ زوجته الحامل، وفي مشهد اشتباك بين عناصر الشرطة وهذه الجماعة المتشددة، يُقتل «فتحي» وتُصاب «حنان» بطلقة طائشة ويموت آدم وهو يحاول الوصول لها.
مشهد يتنبأ بتكنولجيا «الميتافيرس»
في أحداث الفيلم، يأتي مشهد في الدقيقة 70 تقريبا، بين الفنانة نبيلة عبيد «مارجريت»، وأحمد وفيق «فتحي» الإرهابي المتشدد، ويدور بينهما حوار من خلال جهاز الكمبيوتر، تطلب فيه «مارجريت» مقابلة «فتحي»، من أجل خدمة ما، وتطلب منه تحديد مكان اللقاء، ليُجيبها الأخير مُعلنا تمنيه الخروج فقط من غرفته، في ظل عجزه عن ذلك، لتفاجئه «مارجريت» بأنهما يستطيعا الخروج والمقابلة في أي مكان من خلال جهاز الكمبيوتر دون الخروج من غرفتهما، ومن ثم تم الاتفاق على برج «إيفل» كمكانٍ للمقابلة، وبالفعل أوضحت أحداث الفيلم أنه تم هذا اللقاء واختبر كل منها التواجد الحقيقي رفقة الآخر وهو لا يزال حبيس غرفته.
بعد انتهاء مشهد اللقاء هذا، يبدأ مشهد جديد بين فتحي وزميله «مرسي» وهو عضو في الجماعة المتشددة ذاتها، وقام بدوره الفنان تامر سمير، لينهض «فتحي» من أمام حاسوبه وهو مُرتدي الملابس ذاتها، التي كان يرتديها وهو يتفق مع «مارجريت»، على تحديد مكان اللقاء، ما يدل أنه أجرى اللقاء وتلامس مع المكان الذي ذهب إليه وهو لا يزال في غرفته مرتديا الملابس ذاتها، ومن ثم يوجه حديثه إلى زميله «مرسي»، معبرا عن حبه لمدينة باريس التي تذوَّق جمالها للتو، وعن فضل الكومبيوتر في تمكين الإنسان من الذهاب إلى أي مكان والتلامس معه دون أي حركة فعلية تُذكر.