| حكاية مبادرة «شتاء دافئ» لتوزيع الوجبات مجانا بالمنصورة.. «تجارة مع الله»

تطوف شوارع المنصورة يوميًا بسيارتها الخاصة التي تمتلئ بالكثير من العلب، وكلما وقعت عيناها على أحد المحتاجين، وقفت جانبًا وأخرجت إحدى العلب التي تحتوي على أصناف الأطعمة المختلفة، إذ قررت «سماء» ذات الـ37 عامًا، إطلاق مبادرة «شتاء دافئ»، لمساعدة غير القادرين ومن يعملون حتى أوقات متأخرة في الشارع لتقيهم الطقس البارد.

بداية مبادرة «شتاء دافئ» بالمنصورة

«الفكرة جاتلي إني بحب المطبخ جدا، فصاحبتي طلبت مني أعمل رز باللبن وأوزعه لوجه الله لأن كان عندها سبوع، فقررت أعمل وجبات خفيفة وفي نفس الوقت مغذية وبتدفي، وأوزعها على الناس في الشارع لوجه الله».. هكذا بدأت سماء عدنان من سكان المنصورة حديثها لـ«»، فمنذ عام واحد، صنعت العديد من الوجبات والمشروبات المتنوعة مثل «البليلة، البطاطا، العدس، الدجاج»، ووزعتها على غير القادرين والبائعين المتجولين في الشارع، ليكون الأمر بعد ذلك، روتينًا معتادًا من قبل الشابة الثلاثينية: «عملت مبادرة وسميتها حملة شتاء دافئ، ودي تجارة مع ربنا سبحانه وتعالى».

اقرأ أيضًا.. «مكرونة بالبشاميل وبسبوسة».. هدية من زوجين لغير القادرين  

تحكي ابنة المنصورة والحاصلة على دبلوم تجارة، في حديثها لـ«»، أن الوجبات تكلفتها بسيطة ويمكن للكثيرين المشاركة فيها: «ممكن أي حد يشارك في المباردة دي بـ10 جنيه بس، والهدف إن المحتاجين يكون عندهم أكل أو مشروب يدفيهم في عز البرد»، تشتري «سماء» الخامات التي تحتاج إليها وتطهوها بنفسها في منزلها، ثم تضعها في علب محكمة الغلق وتوزعها بسيارتها على المارة في الشارع بداية من الساعة التاسعة مساءً حتى نفاذ الكمية.

«سماء»: بوزع 100 وجبة يوميًا

نحو 100 وجبة توزعها الشابة الثلاثينية على عمال النظافة بالفترة المسائية والبائعين في الشارع: «ممكن أفضل ألف أكتر من ساعتين لحد ما أوصل الأمانة اللي معايا لأصحاب نصيبها»، تتنوع الوجبات يوميًا بين البليلة بالمكسرات والقشطة والفاكهة، حمص الشام، أم علي، شعرية باللبن والسمنة البلدي، البطاطا المشوية بالفاكهة، شوربة عدس بالشعرية مع العيش المحمص،شوربة بقطع الفراخ بالخضار ولسان العصفور، ساندويتشات كفتة وبانيبة بالإضافة إلى مشروب ساخت مثل الكاكاو والسحلب.

«عملت حملة شتاء دافئ، علشان الكل يشارك فيها ونعمل وجبة تدفي محتاج، وساعات بودي وجبات لناس متعففة في البيوت»، تتمنى «سماء» أن يكون لديها مطبخًا مجهزًا كي تستطيع طهي كمية أكبر من الوجبات: «الموضوع تجارة مع ربنا ومش عايزة غير دعوة حلوة وأفرح الناس».