| حلواني فاشل أصبح في سنوات قليلة «أنا بابا يالا».. حكاية نجاح بتوقيع «آل صالح»

نجح في كتابة شهادة ميلاده الفنية بعد أن بلغ عامه الـ36 عن طريق الأدوار الصعبة التي سجّلتها كاميرات الدراما ودوّنتها ذاكرة السينما على مدار مسيرة فنية استمرت لعشرات السنوات، كانت حافلة بأعمال خلّدت ذكراه وستبقى حاضرة رغم رحيل الفنان خالد صالح، وما بين سينما ودراما ومسرح الذي عشقه منذ صباه وأعطاه ما أعطى ليكون بوابة عبوره إلى جماهيره فيما بعد، كحلم قصير لم يدم سوى ساعات مع ذلك أثره باقِ ومستمر.

خالد صالح بدأ حياته طالبًا أزهريًا

بدأ الفنان خالد صالح حياته طالبًا أزهريًا، وأحب التمثيل وعشقه وعكف على مشاهدته ساعات، فالتحق بإحدى فرق التمثيل في المرحلة الإعدادية لكن لم ينجح الأمر ولم تتخط الفرقة كونها مجرد فكرة، ليكرر الأمر مرة أخرى في المرحلة الثانوية، لتنجح محاولاته أخيرًا في المرحلة الجامعية بعد أن كوّن فرقة مسرحية على مسرح كلية الحقوق، وجسد على مسرح الجامعة العديد من الأدوار، فقد راوده حلم النجومية منذ زمن، وبعد تخرجه سلك العديد من الطرق قبل أن يلمع نجمه في التمثيل.

حكى الفنان خالد صالح في لقاء تليفزيوني سابق مع الإعلامي عمرو الليثي، عن بداياته التي كانت في مهنة المحاماة التي تركها خلال شهر بعدما شعر بمسؤولية كبيرة تجاه أعباء الناس، ليتجّه بعدها إلى مجال التجارة لمدة تراوحت بين 4 إلى 5 شهور، شارك خلالها شقيقه الأكبر في مشروع محدود لصناعة حلويات شرقية داخل منزلهم.

«بداية مشروع تضحك» بحسب تعبير الفنان خالد صالح، الذي أكد خلال حديثه أنّ مشروع الحلويات الشرقية بدأ بـ«كيلو دقيق وكيلو سكر» صنعا منه قالب كيك واحد وحرص خالد صالح على تسويقه: «أنا اللي نزلت سوقته عشان نعرف المنتج اللي تم تصنيعه ده هنلاقي له حد يشتريه بجد ولا إيه».

خالد صالح تعرض للطرد على يد شقيقه

بدأ مشروع خالد صالح وشقيقه الأكبر ينجح ويؤتِ ثماره، حتى أصبحا يمتلكا مصنعًا للحلويات في غضون 3 سنوات فضلا عن امتلاكهما 3 سيارات ومصنع كبير وعروض كبيرة للتوزيع في محلات كبرى، ورغم هذا النجاح، تعرض خالد صالح للطرد من المصنع من قِبل شقيقه بسبب تأخيره المستمر وتسببه في خسارة عدد من الزبائن: «كان معادي أفتح المصنع الساعة 7، وأنا كنت أروح 9 ألاقي الناس كلها واقفة مستنياني أفتح، فجه أخويا قالي خالد متشكر أوي على خدماتك ميرسي يا حبيبي باي باي، قولت له أروح وأجي بكرة قالي لا متجيش تاني».

وضع خالد صالح نصب عينيه وحدد هدفا لنفسه وهو النجاح في التمثيل أو العودة إلى العمل بمصنع الحلويات وكان يستيقظ في السابعة صباحًا نزولًا على رغبة شقيقه، ولكن قبل مرور العامين، شارك في مشهد بفيلم «محامي خلع» لاقى استحسان جميع منتجي مصر وفقا له: «لقيت كل منتجين جايين يقولولي برافو برافو، وكان خلاص فاضل شهر واحد وأصحى الساعة 7 تاني وأروح المصنع، بس ربنا أراد بقى إني أنجح».

خبرات اكتسبها خالد صلاح ساعدته في سلسلة نجاحات متتالية، كان سببها الرئيسي عمله الأول في المسرح الذي ساعده في كسر حواجز الرهبة بالإضافة إلى خبراته الحياتية التي ساهمت في زيادة الصدق وعدم المبالغة في الأدوار التي قدمها الراحل خاصة في عالم السينما الذي انتهج فيه نهجًا مختلفًا عن التلفزيون باقتحام كثير من الأدوار الجريئة غير النمطية، فكان عام 2007 ثري فنيا بالنسبة لـ«صالح»، حيث قدم أول بطولاته في مسلسل تليفزيوني، وقدم الدور الرئيسي في فيلم «هي فوضى»

خالد صالح هو «ذكري» في فيلم «كف القمر»، و«رفعت السكري» في فيلم «تيتو» الذي شهد الإفيه الأشهر «أنا بابا يالا»، و«فتحي» في فيلم «الحرامي والعبيط»، وأمين الشرطة «حاتم أمين» في فيلم «هي فوضي»، إذ رحل خالد صالح دون أن يودعنا، ولعله فعلها عن عمد لأنه لن يودعنا أبدًا بأدواره الباقية.