عمله في شركة خاصة دون تأمين أو مرتب ثابت، زاد من معاناته بعد أن تعرض لإصابة عمل فقد على أثرها اثنين من أصابعه، وأصيب أيضًا بانفصال جزئي في شبكية العين، فبعد سنوات من العمل كسائق نقل ثقيل بشركة للمقاولات، خرج حمدي مصطفى صادق، خالي الوفاض، غير قادر على سداد إيجار مسكنه الذي تراكم عليه، فلم يبق له سوى الشارع، بعد أن تخلى عنه أشقائه، وتركته زوجته يصارع الحياة مع ابنتيه.
يحكي «حمدي»، أنه اضطر إلى النوم على الرصيف مع طفليه في الشارع بمنطقة أرض عزيز عزت في إمبابة: «مفيش أي مكان أعيش فيه مع ولادي، عايشين في خيمة على الرصيف ومراتي عند أمها، وبنقضي حاجتنا في دورة المياه الخاصة بالمسجد»، مؤكدًا أنه بعد الإصابات التي تعرض لها لا يستطيع العمل في مهنة أخرى، وفي الوقت نفسه يخشى على طفليه من الإقامة في الشارع.
«حمدي»: أهم مايضايقني عجز ابنتي عن مواصلة النجاح
يخشى «حمدي»، على طفلته التي تبلغ من العمر 13 عامًا: «خايف عليها من الناس، حد يتعرض لها ولا يضايقها، وإحنا كأننا قاعدين في الشارع لا فيه ستر ولا باب مقفول علينا»، لافتًا إلى أن ما يضايقه هو حب ابنته للتعليم، وعجزها الآن عن مواصلة نجاحها بسبب الظروف التي تعيش فيها: «لا بتعرف تذاكر ولا تاخد دروس، وحياتنا صعبة جدا، ونفسي أخليها تكمل تعليمها».
«حمدي»: أخواتي تخلوا عني
تركت الأم الطفلين لوالدهما لعدم قدرتها على رعاية أولادها داخل عشة على الرصيف بعد أن كانت تمتلك منزلها الخاص بها، بحسب «حمدي»: «لو مراتي عرفت بوجود سكن هتيجيلي ونرجع زي الأول ومقدرش ألومها على حاجة كتر خيرها».
ولم يتخيل سائق النقل الثقيل سابقا، أن إخوته سيتركوه مشردًا في الشارع دون مد يد العون له: «كان نفسي يساعدوني علشان ولادي، زي ما ساعدتهم في جوازات بناتهم أيام ما كان معايا فلوس من شغلى ما أنا كنت بقبض كويس بس مشلتش حاجة للزمن»، متمنيًا أن تنتهي مأساته حتى لا يرى ابنته تعاني من مصير مأساوي.