التصوير عالم كبير يفتح لصاحبه سُبل الاقتراب من الناس، وهذا ما جعل الشاب العشريني يستغل هوايته في تصوير البسطاء بعد استئذانهم أولًا، فكل هدفه إدخال البهجة والسرور عليهم، لتهوين ضغوطات يومهم بأبسط الطرق بدون مقابل مادي، باحثًا عن السعادة المعنوية، ولا يهمه حجم المكسب، فمكسبه الحقيقي الابتسامة البسيطة على وجه من تلتقطهم عدسة كاميرته.
يعشق التصوير من سنين
محمد حمدي، عمره 26 عامًا، من مواليد المنصورة، يدرس بكلية الآداب قسم يوناني ولاتيني، تربطه علاقة بالتصوير منذ عام 2013، تربى في حارة شعبية بسيطة، لذا فهو على دراية كاملة بظروف الناس «الشقيانة» على حد تعبيره، فحبه لهم كان بمثابة الدافع الأكبر له للعمل في مجال التصوير، لتوثيق جمال وطبيعة تلك الفئة من الناس، فعلى الرغم من توقفه عن التصوير لمدة ليست بقليلة لظروف خاصة به، قرر العودة مرة أخرى من رمضان 2021، لممارسة هوايته المفضلة.
يروي حمدي لـ«» تفاصيل فكرته البسيطة، قائلًا: «جاتلي فكرة جديدة في رمضان، وهي تصوير الناس اللي كل همها تكسب بالحلال»، ليبدأ بالنزول والتجول في شوارع المنصورة يوميًا؛ لالتقاط صور للناس الشقيانة في حياتها».
أكثر الصور التي أثرت في نفسه
دائمًا ما يلقى حمدي التشجيع من الأشخاص المقربين لحياته، خاصةً أنه يلتقط تلك الصور بهاتفه الشخصي، ومن أكثر الصور التي تسببت في شهرته على نطاق بلده، كانت صورة لسيدة بائعة خضار تدعى «قاسمة» يتجاوز عمرها الـ72 عامًا، إذ قال: «صورتها وبعدها بيومين عطيتها لها هدية، وأول ما شافتها قعدت تعيط وتدعيلي، وبقت الناس حواليها تهزر معاها وتقولها هتطلعي على التلفزيون يا قاسمة»، فذلك الموقف ترك أثرًا كبيرًا في نفسية الشاب العشريني؛ لإحساسه بإدخال الفرحة عليها بأبسط شيء.
صورة أخرى كانت سبب لشهرته في جروبات التصوير على «فيس بوك»، وهي لصديقين كبار في السن، يجالسان سويًا على سور البحر: «صورتهم من غير ما استأذنهم، ولما الصورة نزلت على فيسبوك، لقيتهم بيكلموني وبيشكروني على الصورة»، ليقدم لهم اعتذاره بتصويرهم بدون علمهم ولكنهم تقبلوا ذلك بصدر رحِب.
«حمدي» اختتم حديثه بأنه يتمنى أن يمتلك معدات للتصوير في يوم من الأيام، تساعده على إظهار صوره بشكل أفضل، فمن خلال صوره يتواصل معه بعض الشخصيات لمعرفة أماكن أبطال الصور، من أجل الذهاب وتقديم المساعدات لهم.