منذ سنوات عديدة عاشت أسرة «عبد المنعم» داخل بيت من «الطوب الطيني»، لم تكن تشكو يوما من ضيق الحال، أو وجود حشرات به، فقط الذكريات تساعدهم على الاستمرار تحت سقفه، فهنا عاش جدهم به في الخمسينيات من القرن الماضي، ليظل مفتوحا على حاله حتى الأحفاد، قبل أن ينهار ويحرمهم من الاستقرار ويعرضهم للتشرد في شوراع أحد القرى بمحافظة الدقهلية.
نصرة أحمد عبد المنعم، أحد سكان المنزل، التي تعيش به منذ سنوات عديدة بعد زواجها تقول لـ«» إنها تعيش في معاناة مستمرة بسبب وضع البيت السيئ، ولكنها لم تكن تشكو يوما حتى انهار المنزل فجأة منذ عام، وهنا بدأ أهل القرية في محاولة لمساعدة تلك العائلة في إعادة بناء المنزل.
وبعد سنوات عديدة صمد خلالها البيت أمام العوامل الطبيعية التي كانت دوما تؤثر عليه ولكنها لم تنل منه؛ جاء عام 2020 ومعه كارثة كادت تتسبب في وفاة 6 أفراد من أسرة واحدة، وذلك عندما سقط السقف الخشبي للمنزل، دون أن يرحم صرخات الأطفال وبكائهم خوفا من الموت المحقق تحت الأنقاض: «فجأة لقينا البيت كله بقى شروخ، والسقف وقع، ومبقتش عارفة أتصرف إزاي أو أروح فين بالعيال، لحد ما أهل البلد جم وقفوا معانا، ورحنا قعدنا عن واحد من الجيران ولموا فلوس وبنوا البيت وواقف دلوقتي علي السقف، مش عايزة سقف خرسانه كفاية علينا سقف بوص، المهم حاجة تسترنا».
وتضيف السيدة: «عندي بنت في ثانوي، ومينفعش تقعد معانا عند الجيران، علشان كده بتنام عند عمها علشان البيت كله تعابين دلوقتي علشان محدش ساكن فيه، وبحلم أشوف السقف».
حملة تبرعات لإعادة بناء منزل منهار بالدقهلية
مدحت الخولي، أحد أبناء قرية ديمشلت بمحافظة الدقهلية، المشرف على عملية جمع التبرعات لإغاثة الأسرة، يؤكد أن تلك الأسرة تعاني منذ سنوات من الوضع السيئ للمنزل، وعلى الرغم من ذلك إلا أنهم عاشوا لسنوات عديدة به دون أن يشعر بهم أحد: «عندهم كرامة وعزة نفس كانوا عايشين في البيت وهو كله حشرات وتعابين وراضيين بحالهم لحد ما البيت وقع عليهم ومكنش قدامهم حل غير إنهم يخرجوا».