انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة تداول مستحضرات التجميل للشعر والبشرة مجهولة المصدر بأسعار زهيدة، والتي تشكل خطرا كبيرا على المجتمع، إذ تبين أنه يتم إعادة تعبئة العبوات منتهية الاستخدام الملقاة بالقمامة بها على أساس كونها علامات تجارية معروفة، ولمواجهة هذه الظاهرة أطلق أصحاب صفحات بيع مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة عبر تطبيق «فيسبوك» حملة للتوعية بخطورة تلك المنتجات ومطالبة المستهلكين بـ«قص» العبوة بعد الانتهاء من استخدامها.
مستحضرات التجميل مجهولة المصدر تؤدى للفشل الكلوي
«تشكل هذه المنتجات خطرا كبيرا على صحة الإنسان»، بهذه الكلمات بدأت الدكتورة إيمان سند، طبيبة الجلدية، حديثها لـ«»، عن انتشار مستحضرات التجميل المقلدة، موضحة أن جلد الإنسان لا يقل أهمية عن غيره من الأعضاء، لذا وجب الحرص في التعامل معه بشكل لا يسبب أي ضرر، وكيفما نتعامل مع الفم في تحديد ما يتم تناوله يجرى الأمر نفسه على الجلد.
كما أن الضرر لا يقتصر على هذا الحد فحسب، بل إنه قد يصاحبه إحمرارا في الجلد والتهابات، نظرا لاحتواء هذه المنتجات على مادة الزئبق التي تعد بالغة الخطورة حال إضافتها لمواد التجميل، وقد تؤدي إلى الإصابة بالفشل الكلوي الذي يؤثر بدوره على كافة أعضاء الجسم، وفقا لـ«إيمان».
وعن رأيها للحل الأمثل للحد من الظاهرة، ترى الدكتورة «إيمان» ضرورة إعدام عبوات التجميل قبل إلقائها في سلة القمامة حتى لا يتم إعادة تدويرها، موجهة نصيحة لكل من يُقبل على شراء هذه المنتجات نظرا لقلة ثمنها: «صحتك أهم من أي حاجة، ما تاجرش في مرضك، وأي فلوس هتوفرها دلوقتي هتصرفها على علاجك بعدين».
أضرار المنتجات المقلدة رخيصة الثمن: هتخليك تعجز بدري
واتفق معها في تلك الأضرار البالغة أيضا، الطبيب الصيدلي أحمد الجويلي، إذ أوضح الآثار الكيميائية لهذه المنتجات، بأنها يمكن أن تضر بالوجه والشعر باعتبارهما أكثر الأعضاء تأثرا، علاوة على أن عملية ترميمهما أو علاجهما تكون صعبة بشدة: «هذه المنتجات قد تتسبب في تهيج الجلد وتغيير لونه، بالإضافة إلى العجز المبكر، وأحيانا تكون الحساسية الشديدة عرض يضطر معه الشخص إلى اللجوء للمستشفي مباشرة للعلاج».
أما عن الأثر السلبي الذي تشكله منتجات العناية بالبشرة على الصيدليات بشكل خاص، بأنها تخلق نوع من المنافسة غير الشريفة خاصة على مستوى السعر، إذ إنه من الضروري تحضير هذه المنتجات بعناية شديدة جدا من قبل صيدلي لا غير، وفق تركيبات علاجية وتجميلية مدروسة.
وعلى الرغم من خطورة هذه المنتجات، إلا أن الآراء تفاوتت بين مؤيد ومعارض لانتشارها، إذ ترى بعض الفتيات أهمية تشجيع بائعي هذه المنتجات كمصدر رزق له، ولا بد من مساعدة هذا الفئات المهمشة لتكمل ما بدأته، بينما رأت فتيات أخريات أن الأمر لا يمكن الاستهانة به نظرا لخطورته الكبيرة التي قد تؤدي إلى أضرار جسيمة لا يمكن تفاديها بأي شكل، لذا وجب اتخاذ الحرص من التعامل مع هذه المنتجات مجهولة الهوية.