| «حنان» تقدم أكلات مصرية وسودانية في مطعم بعابدين: المصريين عشرتهم حلوة

مكان بسيط تشعر فيه بالألفة والهدوء وكأنك تجلس داخل بيتك، رائحة نفاذة لذيذة تنبعث من داخله وتثير مشاعر مختلطة تجمع بين الانتظار والراحة والحنين إلى الماضي، مواصفات خاصة تميز بها مطعم «الراكوبة» السوداني بمنطقة عابدين بالقاهرة، فرغم حجمه الصغير إلا أن الطعام الذي يقدمه له مذاق مختلف.

«حنان» الشهيرة بـ«أم محمد»، سيدة خمسينية تمتلك مطعم «الراكوبة» المتخصص في تقديم الأكلات السودانية والمصرية والعربية، تحاول من خلاله تحقيق حلمها بطهي أنواع المأكولات المختلفة فهي معروفة في السودان مسقط رأسها بكونها أشهر طباخة: «أنا أساسًا عندي هواية إني أعمل الأكل، وكان عندي في السودان لما يكون في مناسبة أو حنة كانوا يجروا عليا ويسألوني عن الحاجات اللي المفروض يقدموها وتتعمل إزاي».

حكاية مطعم «الراكوبة» للأكلات السودانية

روت السيدة السودانية ذات الملامح الهادئة البشوشة، تفاصيل إقامتها في مصر وإنشائها المطعم: «جدي من والدتي مصري وكان عايش في سوهاج أما جدتي سودانية، ولما اتجوزا عاشوا في السودان لأن جدي كان عليه ثأر، وأنا اتولدت في السودان بس خالتي عايشة في مصر لأنها متجوزة من مصري وبقينا نروحلهم كل فترة والتانية في زيارات سريعة، بس عمرنا ما روحنا سوهاج، وجودنا كان في منطقة عابدين».

تزوجت «حنان» في فترة التسعينيات وبعد 7 سنوات انفصلت عن زوجها بعدما أنجبت منه ابنًا، وعملت في الشرطة السودانية كمشرف أفراح لنحو 7 سنوات، بالإضافة إلى عملها سكرتيرة في السفارة الأردنية للملحق التجاري: «أنا اشتغلت في الشرطة السودانية، وبعدين سافرت على السعودية قعدت فيها فترة بس علشان نظام الكفيل والراتب مكنش مناسب ليا، رجعت على السودان وبعدين سافرت عمان اشتغلت في مشغل حوالي شهرين، وبعدين رجعت على السودان تاني واشتغلت في إدارة محل كوافير واتعلمت أساسيات الشغل وفتحت كوافير خاص بيا بس بسبب طبيعة الزبائن في المجادلة سيبته لأخويا وفتح مكانه محل عطور، وقررت من 5 سنين استقر في مصر».

أشهر الأكلات السودانية 

عملت السيدة السودانية في أحد المطاعم بالقاهرة لفترة من الوقت، قبل أن تقرر افتتاح مطعمها الخاص، في رمضان العام الماضي، الذي تزامن مع وجود فيروس كورونا المستجد: «المطعم خاص بالدليفري، وبقدم فيه أكلات سودانية كتير بتلاقي إعجاب من الناس واخترت عابدين تحديدًا لأنها منطقة السودانيين وأغلبيتهم قاعدين هنا، وأنا بحب الونس ومش عايزة أكون لوحدي وأحس إني لسه في بلدي، وكنت بقدم العصاير المختلفة زي العردب، الإبريه السوداني»، بحسب حديثها لـ«».

يقدم «الراكوبة» الذي يرمز اسمه إلى «اللمة» باللغة السودانية، «التقلية، النعمية، الدكوة، الككسرة، الفلافل السودانية، ملوخية، فاصوليا بيضا، لحم الشيا السوداني، بطاطس باللحم المفروم، العصيدة، القراصة، المسلمية، الفسيخ السوداني»، وتعتمد «حنان» على الفول السوداني والبهارات النفاذة: «المطعم ده كان تحقيق لحلمي وبتمنى إني أكبره، وأخدم الناس كلها، لأن المصريين عشرتهم حلوة».