لم يعد مشروع التخرج مجرد وسيلة للحصول على درجة أعلى، بل أصبح يعبر عن فكر صاحبه وأهميته كفرد فعال في المجتمع، وقد سلطت إحدى طالبات كلية الفنون بجامعة المنصورة، فاطمة وائل، الضوء على زاوية معينة في الحارة الشعبية، لتبرز معالمها لأصحاب المدينة والحضر، من خلال تمثيل المشهد بالطين الأسواني، ونالت إعجاب أعضاء اللجنة.
فاطمة وائل، 22 عاماً، خريجة كلية فنون جميلة قسم النحت الميداني جامعة المنصورة لعام 2022، وصاحبة مشروع «قرشانات المصطبة»، تروي لـ«» تفاصيل المشروع، إذ أرادت أن تعبر عن الشارع المصري من عدسة الحارة الشعبية، واتخذت النساء لتعبر عن هذه الفكرة، وهي لا تمثل كل ما يحدث بل جزء من الحدث: «أحنا في قسم النحت بنعمل تماثيل، وأنا كنت عايزة أعمل تمثال بيمثل الستات الشعبية من رؤيتي الخاصة».
«قرشانات المصطبة» في جو شعبي
استلهمت «فاطمة» أفكارها عن طريق الصدفة، التي جمعتها بامرأتين جلستا على مقربة من بعضهما، للحديث في بعض الأمور بصوت خافت، ويبدو أن حوارهما على آخرين، ويظهر ذلك من تعابير وجههما، ومن هنا جاءت فكرتها للتعبير عن ذلك المشهد بتمثالين على شكل امرأة، الأولى تسمع باهتمام ما تمليه عليها الأخرى، فأغلب وقتها جالسة للتسامر على الناس لذلك فهي تعاني من البدانة، أما الأخرى تتميز بوزن أخف نتيجة حركتها المستمرة، لجمع أخبار الجيران والأصدقاء، حسب كلامها: «حبيت أعبر عن اللي شوفته بطريقتي، سواء في تعابير الوجه أو شكل الجسم أو الملابس في نطاق الجو الشعبي، ودا الأقرب لناس كتير».
رد فعل اللجنة
صممت «فاطمة» مشروع تخرجها من الطين الأسواني، ولم يستغرق التنفيذ سوى فترة قصيرة بدأتها بعد عيد الفطر الماضي حتى شهر يوليو الجاري، وتباينت ردود أفعال أعضاء اللجنة، إذ أبدى البعض إعجابه بالفكرة، فيما ذكر آخرون بعض الأخطاء البسيطة.