| خبير ترميم يوضح تأثير التغيرات المناخية على الآثار: تسبب تشققات وشروخ

مع انطلاق أعمال الدورة الـ 7 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن المناخ COP27 بشرم الشيخ، بمشاركة واسعة من جانب وفود أكثر من 190 دولة وممثلي المنظمات، تسعى دول العالم، على رأسها مصر، إلى تحقيق النتائج التي تتطلع إليها الشعوب، فيما يتعلق بمواجهة أزمة تغير المناخ وتفادي كوارثه المدمرة، نظرًا لامتداد تأثيره السلبي على عدة مستويات، منها الثروة الحضارية المتمثلة في الآثار.

الدكتور كريم أيمن، مدير ترميم بوزارة السياحة والآثار، قال في تصريحات لـ«»، إن تأثير التغيرات المناخية لم يقتصر على الإنسان فحسب بل امتد ليشمل الآثار بأنواعها، سواء الحجرية المتمثلة في الآثار التي تركها لنا المصريون القدماء، والآثار اليونانية والرومانية التي توجد بصفة خاصة في محافظة الإسكندرية فضلًا عن الآثار الخشبية، التي تتمثل في الآثار الإسلامية، وتابع موضحًا أن عوامل تغير المناخ تعني في علم ترميم الآثار عوامل تلف الآثار: «الآثار الموجودة في البيئات المفتوحة أكثر تأثُرا بالتغيرات المناخية، كالأهرامات ومعابد محافظتي الأقصر وأسوان».

التغيرات المناخية والرطوبة من عوامل تلف الآثار

التغير في درجات الحرارة هي أول عوامل تغير المناخ التي تؤدي إلى تلف الآثار، وذلك يحدث من خلال تمدد وانكماش في المكونات المعدنية للحجر من الداخل، ما يؤدي إلى حدوث الشروخ والتشققات والانفصال في الحجر، كما تعتبر الرطوبة من عوامل تغير المناخ التي تؤثر على الآثار بالسلب، بحسب ما أوضحه الدكتور كريم، مؤكدا أن مصادر الرطوبة تتمثل في تكثف بخار الماء في الجو، أو تواجد المياه الجوفية تحت الآثار خاصة في المناطق التي تحوي الآثار الإسلامية في مصر القديمة، كما تعتبر الفيضانات من مصادر الرطوبة التي تؤدي إلى تراكم الأملاح على الآثر وتلفه.  

الرياح الشديدة تطمس هوية القطع الآثرية

وأضاف مدير الترميم، الرياح ضمن عوامل تغير المناخ التي تحمل العواصف الرملية بقوة اندفعاية تعمل كمناشير تنخر في الآثار، ما يؤدي إلى طمس الكتابات المنقوشة على الآثر، والتي تحمل تاريخه وهويته، كما أوضح أن تلك الرياح تأتى محملة بالبكتيريا التي تتكاثر مكونة مستعمرات داخل القطعة الآثرية حتى يتغير لون الحجر من اللون الكريمي للأسود أو الأخضر.  

تفاعل غاز ثاني أكيد الكربون مع الآثار

ومن ضمن عوامل تغيير المناخ المُسببة تلف الآثار ثاني أكيد الكربون، أحد أهم الغازات الملوثة للجو، والذي ينتج عن حرق الوقود الأحفوري، المنبعث من عوادم السيارات وبعض المصانع: «الغاز بيتفاعل مع مياه الأمطار مُسببًا تغير لون الأحجار الأثرية وتلفها»، لذا يتم الحفاظ على الآثار عن طريق الترميم والصيانة الدورية، ما يؤدي إلى تقويتها وحمايتها من عوامل تغير المناخ: «يتم حماية القطع الآثرية من خلال وضع المظلات الخشبية التي تحمي من الحرارة والأمطار، أو من خلال مركبات النانو التي يتم وضعها داخل الآثر».