سيدة متقدمة العمر مرتدية عباءة وطرحة، تجلس أمام فرن بلدي بجانبها أرغفة الخبز و«الدوائر» التي تقطع عليها العجين، تضع غلال للحمام الذي يرفرف حولها، لحظات وثقتها سيمون وائل، طالبة بكلية الفنون الجميلة، في مشروع تخرجها، من خلال رسم بورتريهات فنية تجسد تلك اللحظات.
استعادة ذكريات الطفولة
عندما كانت «سيمون» في مرحلة طفولتها، كانت تجلس بجوار جدتها وتساعدها على عمل الخبز، وتتحرك بجانبها لتلاحظ ما تفعل: «تيتا كانت متعودة بتعمل عيش في الفرن البيتي، وأنا كنت 7 سنين، كنت بقربلها دوار العيش، وكانت تقول البيت اللي فيه خير اللي بيبقى فيه عيش بيتي وطيور، وكان فيه غية حمام».
أرادت طالبة كلية الفنون الجميلة جامعة الأقصر، أن تجسد تلك اللحظات التي عاشتها مع جدتها، وتحولها إلى صورة بعد وفاتها منذ 9 سنوات: «تيتا كانت جميلة، وكل الناس بتحبها، وكنا متعلقين بيها، لحد ما حصل حادث من 9 سنين، و توفيت فيه ومتبقاش غير كل ذكرى جميلة عملتها، ولغاية دلوقتي مش بتغيب عن بالنا».
30 يوما في تنفيذ اللوحات
30 يوما استغرقتها ابنة محافظة الأقصر، حتى تمكنت من إنهاء مشروع تخرجها، إذ استخدمت خامات مختلفة منها الزيت، مشيرة إلى أنها لم تواجهها أي صعوبات: «مكنش فيه صعوبات، عشان كنت عاملة اسكتشات للفكرة من بدري، فملقتش صعوبة في التنفيذ».
إعجاب بفكرة المشروع
حازت فكرة مشروع تخرج طالبة كلية الفنون الجميلة، على إعجاب لجنة التحكيم وأيضا إعجاب زملائها، ما جعل الشعور بالفخر والسعادة يسيطر عليها: «الدكاترة كانوا معجبين بالفكرة ومتأثرين بيها، وكمان زملائي برضوا شجعوني وقت التنفيذ».
عبرت «سيمون» عن مدى حبها لكلية الفنون الجميلة وفخرها لتخرجها منها، مشيرة إلى أنها كانت تأمل في الالتحاق بها منذ طفولتها، نظرا لأن لديها موهبة في الرسم: «أنا لما جبت 95% في الثانوية العامة، فرحت جدا عشان قولت هدخل الكلية اللي بحلم بيها، وأمارس فيها حبي للرسم والفن التشكيلي».