| خطاط من صغره.. «عمر» يبدع في كتابة القرآن صدقة على روح والده

منذ نعومة أظافره، وحين كان طالبا في الأعوام الأولى بالمرحلة الابتدائية، اكتشف حبه للخط العربي، فسيطر على تفكيره، وساعده في ذلك مُعلمه بالتشجيع والدعم الدائم، «وأنا عمري 6 سنين، المدرس بتاعي لفت نظري إن خطي حلو، ومن وقتها وأنا مهتم بالخط وبطور نفسي»، هكذا يقول عمر فتحي، في بداية حديثه لـ«»، حيث بدأ الأمر بكتابة آيات قرآنية على ورق صغير يطويه بين أوراق كتبه المدرسية، حتى وصل إلى كتابة لوحات خط عربي مُشكل تجذب الأنظار إليها من محيط معارفه وأصدقائه، بحسب وصفه.

في وقت التزم فيه الجميع منازلهم خلال الصيف الماضي، خوفًا من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وحين ارتفعت الإصابات في أنحاء الجمهورية، وبين صفوف الجيش الأبيض بمستشفى البداري بأسيوط، كان فني الأشعة عمر فتحي، يباشر عمله داخل قسم الأشعة، والذي لم يمنعه انشغاله عن ممارسة هوايته الأقرب إلى قلبه، يسترق من الزمن ما أمكن، حيث وجد في ذلك متنفسا وحيدا وسط أزمة الوباء.

لوحات الخط العربي متنفس للابتعاد عن ضغط العزل

«أول ما بدأت الأزمة تهدا شوية، كنت بستغل الوقت عشان أرسم من تاني بعد الضغط النفسي اللي مريت بيه».

على لوحات كبيرة وأوراق متوسطة الحجم، يبدع الشاب الأسيوطي في كتابة آيات القرآن الكريم، والعبارات الدينية، بالخط العربي، يسعى خلالها لدعم اللغة العربية والحفاظ على هويتنا: «بحاول أخلي الناس تحب لغتنا العربية» بحسب وصفه.

في مايو الماضي، فقد الشاب الأسيوطي والده بعد صراع مع المرض، فقرر أن يستغل موهبته في الخط العربي لكتابة آيات قرآنية صدقة جارية على روحه.

آيات قرآنية مكتوبة صدقة على روح والده

الفاتحة وآيات من سورة البقرة والمعوذتين، سور قرآنية أبدع «عمر» في كتابتها صدقة على روح والده، يسعى لطباعتها ونشرها بين معارفه وعبر صفحته على «فيس بوك» حتى يقرأها الجميع وينال والده ثوابها، «اخترت تكون هوايتي سبب في إسعاد والدي بعد وفاته»، بحسب تعبيره.