مقاومة شديدة وشجاعة متناهية أظهرتها الفصائل الفلسطينية في حربها ضد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي اشتدت وتيرتها منذ السابع من أكتوبر الماضي؛ فبرغم كثرة الأسلحة الثقيلة والفتاكة والتكنولوجية المتطورة التي اعتمد عليها جيش الاحتلال في حربه، إلا أن أفراد المقاومة في غزة تمكنوا من إسقاط عشرات من جنود الاحتلال، وإدخال الرعب والاضطرابات النفسية التي وصلت إلى حد الهلاوس وعدم القدرة على النوم، بل والتفكير في إنهاء الحياة لدى باقي الصفوف.. فماذا فعلت دولة الاحتلال لإنقاذ جنودها؟
إصابة جنود الاحتلال باضطرابات نفسية
مخاوف كثيرة واضطرابات بالجملة في صفوف جنود الاحتلال الإسرائيلي، أحدثتها قوات الفصائل الفلسطينية، خلال تصديها لهجماتهم العنيفة وجرائمهم الحربية على مدار الشهرين والنصف الماضية، وصلت إلى ميل عدد كبير من هؤلاء الجنود إلى إنهاء حياتهم؛ بسبب شدة الاضطرابات النفسية التي يعانون منها لِما رأوه في الحرب، وأيضًا عدم قدرة بعضهم على النوم دون الاستعانة بمواد طبية مخدرة؛ ما دفع قسم التأهيل في جيش الاحتلال إلى إطلاق برنامج نفسي والاستعانة بممرضين وأطباء نفسيين لمساعدة هؤلاء الجنود، وفقًا لِما ذكرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.
وراعى قسم التأهيل بجيش الاحتلال في اختياره للممرضين والأطباء النفسيين أن تكون لديهم الخبرة الكافية في التعامل مع الصدمات النفسية الشديدة التي تصل إلى حد التفكير في إنهاء الحياة، بحسب الصحيفة الإسرائيلية، التي أشارت إلى أن الحرب في غزة كلفتهم ثمنًا باهظًا لا يُطاق في الأرواح، والإصابات الجسدية، والاضطرابات النفسية، لا سيما لدى جنودهم من ذوي الهمم.
اضطرابات ما بعد الصدمة
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة «هآرتس» التابعة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، أن ما لا يقل عن 500 جندي من جيش الاحتلال يعيشون أوقاتًا قاسية؛ لمعاناتهم من مشكلات نفسية واضطرابات ما بعد الصدمة التي خلَّفتها لديهم الحرب في قطاع غزة، وهو ما أشارت إليه مصادر طبية بدولة الاحتلال، التي قالت إن جنودهم يعانون من صدمات نفسية صعبة وكوابيس مزعجة: «هذه الصعوبات والاضطرابات النفسية نتجت عن هول مشاهد الحرب التي خاضوها مع المقاومين الفلسطينيين».
الاستعانة بمواد مخدرة للنوم
وفي نوفمبر الماضي، ذكر موقع «واللا الإخباري» التابع لدولة الاحتلال الإسرائيلي، أن شراسة المقاومة الفلسطينية كانت سببًا في إصابة الجنود الإسرائيليين العائدين من غزة بصدمات واضطرابات نفسية، كما أشارت تقارير إسرائيلية أخرى إلى أن لشدة الاضطرابات النفسية والخوف الذي تملك هؤلاء الجنود العائدين، لجأ الأطباء بالمستشفيات إلى حقنهم بمواد مخدرة ليتمكنوا من النوم.