بدأ العد التنازلي للحدث الفلكي الهام الذي ينتظره العالم أجمع، إذ يستعد هواة الرصد والفلك لمتابعة كسوف الشمس الجزئي الذي يبدأ في الساعة العاشرة و58 دقيقة و10 ثوان تقريبًا ككسوف شبه ظلي «لا يمكن رؤيته بالعين المجردة»، وحتى نهايته ككسوف شبه ظلي في الساعة الثالثة ودقيقتين، و8 ثوانِ 4 ساعات و4 دقائق تقريبًا.
وحذّر المعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية، عبر صفحته الرسمية على فيس بوك من النظر مباشرة إلى قرص الشمس أثناء الكسوف، مشيرًا إلى أنّ النظر مباشرة إلى أشعة الشمس يمكن أن تصيب بالعمى مباشرة.
خطورة النظر إلى الشمس وقت الكسوف
وكان الدكتور أشرف تادروس، رئيس قسم الفلك في معهد البحوث الفلكية، أوضح أن استخدام الطرق التقليدية مثل النظارات الشمسية وأشعة إكس في مشاهدة كسوف الشمس يضر العين كثيرًا، لأنّها تعمل فقط على حجب جزء من الأشعة الضارة وليس كل الأشعة وهو ما يتسبب في احتراق شبكية العين إذا جرى استخدامها لفترة تزيد عن 30 ثانية.
وما يزيد الأمر خطورة، هو أنّ شبكية العين لا تستشعر الألم، وأحيانًا قد لا يشعر الشخص بحدوث ذلك، كما أن التأثيرات قد لا تظهر على العين إلا بعد مرور عدة ساعات.
وبحسب ما نقل موقع «العربية» عن الدكتور عبدالله المزنعي أخصائي أول بصريات بمدينة الملك سعود الطبية بالرياض، فإنّ استخدام النظارات الشمسية أو النظر من خلال الهاتف وفتحة كاميرا التصوير للشمس لن تحمي العين من الإصابة، إذ أ نّ الأشعة في وقت كسوف الشمس تكون قوية جدًا، وتكون حدقة العين متسعة جدًا وهو ما يتسبب في احتراق الخلايا الموجودة في مركز البصر في الشبكية.
وأكد «المزنعي» أنّ الكسوف لا يحجب أشعة الشمس فوق البنفسجية وهي الأشعة التي تسبب ضررًا للعين ولا نشعر بها، إذ يتسلل الضوء من خلال الحدقة «البؤبؤ» ومنه إلى الشبكية التي تستقبل الضوء، وبدورها تترجمه إلى الصور التي يراها الدماغ، باستخدام ملايين الخلايا العصبية.
خطورة اعتلال الشبكية الشمسي
وأضاف أخصائي أول بصريات أنّه في حال تعرّض شبكية العين إلى الضوء الشديد والأشعة الضارة التي تستقبلها العين مباشرة وقت كسوف الشمس، يتسبب في تلف بالشبكية دون أن يشعر الشخص بألم أو أي أعراض، كما أنّ الأعراض لا تظهر إلى بعد مرور ساعات أو أحيانًا أسابيع، وتحدد درجة الإصابة بحسب الفترة التي ينظر خلالها الشخص إلى الشمس ومدى تأثر الشبكية وهو ما يسمى بـ«اعتلال الشبكية الشمسي».
ويمكن أن تتحسن العين مع مرور الوقت على الرغم من أنّه لا يوجد حاليًا علاج لاعتلا الشبكية الشمسي بحسب «المزنعي»، إلا أنّه من المؤكد أنّ النظر لا يعود إلى وضعه الطبيعي مرة أخرى، وفي حال تأثرت البقعة الصفراء في مركز البصر فقد يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان دائم للبصر.
ويقول الدكتور عبدالله المزنعي إنّ النظر المباشر إلى أشعة الشمس وقت الكسوف يمكن أن يتسبب في احتراق مركز البصر solar retinopathy، وهو ما يُصيب الشخص بغشاوة النظر في الحالات المتوسطة، وقد تصل إلى فقدان البصر في الحالات المتقدمة، وقد يعاني الشخص أيضًا من بعض الأعراض التي تتمثل في صعوبة في تمييز الأشكال أو الرؤية الضبابية وبقع سوداء في مجال الرؤية والحساسية الشديدة من الضوء.