نور الشريف وعبلة كامل في مسلسل لن أعيش في جلباب أبي
«الصدق» و«الحب» و«الروح المصرية».. 3 أسباب وضعت مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي» على رأس قائمة المسلسلات المفضّلة للمصريين طوال 27 عاما من عرضه، يجتمعون حوله في كل مرة يُعرض بها كأنّهم يشاهدونه للمرة الأولى، يتابعون بشغف قصة صعود الرجل العصامي «عبدالغفور» الذي بدأ حياته من الصفر، ودعمته زوجته المرأة المكافحة «فاطمة كشري»، حتى أصبح واحدا من أهم التجار.
تميّز «لن أعيش في جلباب أبي» الذي عرض في العام 1996 بالروح المصرية الأصيلة، حيث قدّم صورة واقعية للمجتمع والأسرة المصرية البسيطة المتمسّكة بالعادات والتقاليد، ما جعله خالدا في قلوب المصريين، وسيظل هكذا لسنوات عديدة أخرى.
ما لا يعرفه الكثير من محبي «لن أعيش في جلباب أبي»، أنّ المسلسل عُرض في الإذاعة المصرية قبل عام من عرضه على شاشات التلفزيون، بأبطال مختلفين وبقصة تختلف في كثير من تفاصيلها عن المسلسل المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب الراحل إحسان عبدالقدوس، لكن النسخة الإذاعية لم تحظ بنجاح يُذكر، على نقيض «التلفزيونية» التي ما زالت حيّة في قلوب الجمهور المصري، فما المختلف بين العملين؟.
أبطال مسلسل لن أعيش في جلباب أبي في الإذاعة والتلفزيون
جسد دور «عبدالغفور البرعي» في المسلسل الإذاعي الفنان الراحل فريد شوقي، بينما جسده في التلفزيون الفنان الراحل نور الشريف، وجسّدت الفنانة الراحلة زهرة العلا دور «فاطمة» في المسلسل الإذاعي، بينما جسّدته في النسخة التلفزيونية الفنانة القديرة عبلة كامل.
قصة المسلسل التليفزيوني «لن أعيش في جلباب أبي»
تدور أحداث مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي» في التلفزيون حول قصة صعود الرجل العصامي «عبدالغفور البرعي» من القاع إلى القمة، والذي يتميّز بالصدق والأمانة، ويرفض الفساد والتلاعب، ويسعى لتحقيق أحلامه بطرق مشروعة، ويبدأ حياته العملية «صبي» في وكالة الحاج إبراهيم سردينة الذي جسّد دوره الفنان عبدالرحمن أبوزهرة، أحد كبار التجار بوكالة البلح، ويتمكن باجتهاده وأمانته من الفوز بثقته، ومع الوقت يبدأ مشروعه الخاص بدعم من زوجته «فاطمة»، وينجبان 5 أبناء هم «عبدالوهاب، سنية، بهيرة، نفيسة، ونظيرة».
اختلافات قصة مسلسلي «لن أعيش في جلباب أبي» في الإذاعة والتلفزيون
الشخصية الرئيسية في المسلسل الإذاعي كانت للابن «عبدالوهاب»، الذي غادر مصر إلى الولايات المتحدة، حيث يلتقي «روزالين» وينجبان طفلتهما «فاطمة»، لكن الزيجة تنتهي بعد أن يكتشف عبدالوهاب أنّ «روزالين» لا يهمها سوى المال فيُطلقها ويعود إلى مصر ويبدأ العمل مع والده، بينما كانت الشخصية الرئيسية في المسلسل للأب «عبدالغفور البرعي»، الذي يبدأ حياته من الصفر حتى يصبح واحدا من أنجح التجار في مصر.
لم تحقق شخصية عبدالوهاب نجاح يُذكر في المسلسل التلفزيوني سوى في الحلقات الأخيرة منه، بينما كانت الشخصية ذاتها في المسلسل الإذاعي طموحة وناجحة وتسعى لمزيد من النجاح.
أسرة فاطمة كشري
«أسرة فاطمة كشري» لم يكن لها أي ذكر في المسلسل الإذاعي، ففي حين تزوجت «نفيسة» بنجل خالها «خضير» في المسلسل التلفزيوني، لم تتزوج الشخصية ذاتها في المسلسل الإذاعي، بل تمّت خطبتها لـ«أمين»، وهو الشاب الذي وجده والدها طفلا صغيرا وتكفّل بتربيته، ووفر له مكانا للسكن وفرصة للتعليم إلى جانب العمل، أما شخصية «فاطمة الصغيرة» التي تزوّجت بـ«عبدالوهاب» في نهاية المسلسل التلفزيوني، فلم يكن لها أي ذكر في المسلسل الإذاعي.
اختفاء فرح سنية
خطط «عبدالغفور» لتزويج ابنته «نظيرة» في المسلسل الإذاعي بـ«نبيل» نجل الوزير، لكن خطته تفشل بعد أن تصرّ نظيرة على الزواج بصديق شقيقها «حسين»، وفي العمل التلفزيوني تزوجت «سنية» بنجل الوزير، وبالتالي لم تتضمّن النسخة الإذاعية «فرح سنيّة» وهو علامة مميزة في النسخة التلفزيونية.
دور فاطمة كشري
كان دور «فاطمة كشري» في النسخة التلفزيونية مهما ومؤثرا وقويا، ونجحت القديرة عبلة كامل في توصيل صورة صادقة عن المرأة المصرية المكافحة الداعمة لزوجها ماديا ومعنويا، بينما جاء دورها في المسلسل الإذاعي ثانوي، واقتصر على تربية الأبناء ورعاية المنزل فقط.
شخصية المعلم سردينة
الدور المؤثر الذي لعبه «المعلم سردينة» في العمل التلفزيوني، كانت نقطة تحول مهمة في حياة عبدالغفور البرعي، ونجاحه في وكالة البلح، حيث كان الأب الروحي له، دعمه وسانده وعلّمه أصول المهنة، بينما لم يذكر العمل الإذاعي شخصية «المعلم سردينة» من الأساس.
زواج بهيرة وحفيد المعلم سردينة
في النسخة التلفزيونية تزوجت بهيرة بحفيد المعلم إبراهيم سردينة لفترة قصيرة ثم وقع الطلاق، وبعدها تزوجا مرة أخرى وعاشا حياة سعيدة، بينما تزوجت «سنية» في المسلسل الإذاعي بنجل أحد التجار في وكالة البلح من أصدقاء والدها «عبدالغفور».
وطُرح المسلسل التليفزيوني «لن أعيش في جلباب أبي» للمرة الأولى في 21 يناير 1996م، وكان من تأليف إحسان عبد القدوس، وسيناريو وحوار مصطفى محرم، وإخراج أحمد توفيق، وإنتاج ناهد فريد شوقي، وموسيقى حسن أبو السعود، وتكون العمل من 36 حلقة، بينما طُرح المسلسل الإذاعي «لن أعيش في جلباب أبي» في 15 مارس عام 1995، وكان من تأليف إحسان عبد القدوس ورؤية إذاعية محمد السيد عيد، وإخلاج أحمد علام، وكانت كلمات الأغاني من تأليف بخيت بيومي وتلحين محمد علي سليمان، وغناء عماد عبدالحليم، ومدة العمل الإذاعي 260 دقيقة.
دور عبدالسلام عبدالغفور البرعي
عدد أبناء عبدالغفور وفاطمة في المسلسل التلفزيوني 5 أبناء، هم «عبدالوهاب، سنية، بهيرة، نفسية، ونظيرة»، بينما كان عدد الأبناء في المسلسل الإذاعي 6، وهم «عبدالسلام، عبدالوهاب، سنية، بهيرة، نفسية، ونظيرة»، وظهرت شخصية «عبدالسلام» في الحلقات الأخيرة من المسلسل الإذاعي، حيث كان عالما مصريا يعيش خارج البلاد، وعاد إلى مصر لدعم والده في عمله الجديد.
رواية «لن أعيش في جلباب أبي» لإحسان عبد القدوس
وحول رواية «لن أعيش في جلباب أبي» للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، فيمكن القول إنّ العمل الأقرب لها هو المسلسل الإذاعي، إذ جاء مشابهًا لها بدرجة أكبر من المسلسل التليفزيوني.