يظل الأب و نبع الأمان لأسرته ومصدر الطمأنينة لهم، غير أنّ هناك من فاضت مشاعرهم ورعايتهم لتشمل الأبناء من غير النسل، ومن بينهم خليفة صابر خليفة، الذي ربى في بيته البسيط أبو قتاتة بالجيزة، 3 أولاد من نسله و3 أبناء من زوجته، و3 فتيات هن بنات شقيقته التي توفيت وزوجها تأثرًا بمضاعفات فيروس سي، قبل أن يغادر الحياة عام 2016 بعد أن أوصلهم جميعًا لبر الأمان.
رعاية أبناء زوجته من زوجها الراحل
تزوج «خليفة» من زوجته الأرملة التي كانت تربي 3 أبناء بمفردها، واحتضنهم وقدم لهم الرعاية والاحتواء، وعاملهم كما يعامل أبنائه الثلاثة الذين رزقهم به الله تعالى بعد ذلك، حتى أنّ الأخوة لم يتفوهوا يومًا بأنهم غير أشقاء ولم يشعروا بهذا الشعور قط، وما زالوا يقدمون الدعم والعون لبعضهم، وتربطهم مشاعر الأخوة الحقيقية.
«خليفة» يتكفل بتربية 6 أبناء
تولى «خليفة» تربية الأبناء الـ6 ورعايتهم جميعًا رغم ضيق الحال، قبل أنّ ينضم إليهم بنات شقيقته الثلاثة، نعمة وأسماء وهدير، ليحتضنهن في المنزل بسيط الحال، الدافئ بالحب والأمان، «حنية الدنيا فيه» كلمات وصفت بها «سمية» والدها، موضحة أنّ زوج عمتها توفي نتيجة مضاعفات مرض فيروس سي، ولحقت به عمتها بعده بشهور، تاركان ثلاثة بنات، إحداهن من ذوي الإعاقات الذهنية، ليحتضنهن والدها في بيته الصغير مع أشقائها الاثنين وأخواتها الثلاثة من والدتها.
وعن مصدر دخل الأب لرعاية أسرته الكبيرة بعد انضمام الأطفال اليتامى، تروي «سمية»: «كان ربنا كارمه منين وفين مانعرفش، عشان كان بيربي يتامى»، لافتة إلى أنّ والدها أدى رسالته معهم جميعًا وأنفق على شهاداتهم الجامعية والمتوسطة، وجهزهم للزواج بدعم من بعض الجمعيات الخيرية التي ساهمت بصورة كبيرة في استكمال جهاز بنات عمتها الأيتام، إذ وفروا لهن بعض قطع الأثاث والأجهزة الكهربائية، وأصبح لكل منهن بيتها وأسرتها، فضلا عن باقي الأشقاء، قبل أن يرحل عنهم جميعًا عن عمر 63 عامًا، لتظل طيبته وأخلاقه الحسنة محفورة في أذهان أولاده الـ9 الذين لم يفرق بينهم في المعاملة أبدًا.